إعلان


سلط موقع “إنسايد أوفر” الإيطالي الضوء على الإخفاقات الكبيرة لمنظومة “القبة الحديدية” الإسرائيلية في صد الهجمات الصاروخية الإيرانية، معتبراً أن هذا الأمر يُظهر هشاشة الدفاعات الإسرائيلية. الكاتب جوزيبي غاليانو لفت إلى أن الإعلام الغربي يغفل هذه الحقائق ويواصل تعزيز صورة إسرائيل كقوة دفاعية صلبة. رغم أن القبة الحديدية طورت لمواجهة التهديدات التقليدية، إلا أنها فشلت في التعامل مع الهجمات المعقدة الحديثة. النقاشات حول فعاليتها غائبة، مما يثير القلق بشأن مدى قدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها، خصوصاً مع الدعم الغربي.

سلّط موقع “إنسايد أوفر” الإيطالي الضوء على تجاهل الإعلام الغربي ضعف منظومة “القبة الحديدية” الإسرائيلية وفشلها غير المسبوق في مواجهة الهجمات الصاروخية الإيرانية في الأيام الأخيرة.

إعلان

ولفت الكاتب جوزيبي غاليانو في تقريره إلى أن الأمر الملحوظ في المواجهة الجديد الذي يجري في الشرق الأوسط ليس الهجوم الإسرائيلي على إيران، بل عجز إسرائيل عن حماية نفسها من الضربات الإيرانية.

وذكر الكاتب أن العالم يشهد تغيّرًا تاريخيًا؛ إذ تبدو دولة إسرائيل، للمرة الأولى منذ إنشائها، معرضة للخطر في قلب عاصمتها، بينما تستمر رسائل الطمأنة في وسائل الإعلام الغربية تسلط الضوء على القدرات الدفاعية الإسرائيلية.

ويرى الكاتب أن هذا التطور يعد من أبرز القضايا الجيوسياسية مؤخرًا، ورغم ذلك لا يحظى بالتغطية الكافية، حيث لا تشير الصحافة الغربية إلى أن الصواريخ الإيرانية الدقيقة تجاوزت بسهولة نسبيًا الدفاعات الإسرائيلية وتسببت في أضرار كبيرة، وأسفرت عن قتلى وجرحى، مما أدى إلى انهيار مصداقية “التحصن” الإسرائيلية.

أسطورة القبة الحديدية

أوضح الكاتب أن القبة الحديدية هي نظام تم تطويره بواسطة شركة رافائيل لأنظمة الدفاع المتقدمة بالاشتراك مع شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية، وقد حصل على تمويل كبير من الولايات المتحدة.

مهمته المعلنة هي اعتراض الصواريخ قصيرة المدى وقذائف المدفعية ضمن دائرة تبلغ حوالي 70 كيلومترًا.

منذ بدء خدمته في عام 2011، تم تقديم نظام القبة الحديدية على أنه إنجاز تكنولوجي عسكري إسرائيلي، قادر على تحييد الصواريخ المنطلقة من غزة.

يشير الكاتب إلى أن وسائل الإعلام الغربية تتجاهل عنصرًا جوهريًا، وهو أن القبة الحديدية فعالة ضد التهديدات البسيطة نسبيًا، مثل صواريخ القسام أو غراد، التي تفتقر إلى أنظمة التوجيه وتتحرك في مسارات يمكن التنبؤ بها.

في المقابل، فإن القبة الحديدية لم تُصمم للتعامل مع الصواريخ الباليستية أو صواريخ كروز القابلة للمناورة أو الصواريخ الفرط صوتية، حسبما ذكر الكاتب.

المنظومة الدفاعية الإسرائيلية

ذكر الكاتب أن إسرائيل قد اجتهدت في بناء نظام دفاعي متعدد الطبقات لمواجهة التهديدات الأكثر تعقيدًا ويشمل:

مقلاع داود: مصمم لاعتراض الصواريخ المتوسطة المدى (بين 70 و300 كيلومتر) والصواريخ الجوالة المتقدمة، إلا أن هذا النظام الحاكم أظهر أيضًا حدودًا في قدرته على التمييز بين التهديدات المتزامنة.

آرو 2 وآرو 3: استُخدم كلا النظام الحاكمين لاعتراض الصواريخ الباليستية البعيدة المدى، وخاصة تلك التي تُطلق من اليمن أو إيران.

وحظي نظام آرو 3 بشهرة واسعة، غير أن قدراته الحقيقية في سياق حرب معقدة تبقى غير معروفة.

عانت المنظومة الدفاعية الإسرائيلية من صعوبات واضحة في التصدي للهجمات الإيرانية الأخيرة التي شملت طائرات مسيّرة انتحارية من طراز “شاهد”، وصواريخ باليستية، وصواريخ جوالة.

تم اعتراض بعض الصواريخ بفضل الدعم الحاسم من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا، لكن صواريخ أخرى أصابت أهدافاً مدنية وبنى تحتية حيوية.

تكرار تغذية الوهم

وفقًا للكاتب، كان من المفترض أن يثير هذا العجز نقاشات جدية حول فعالية أنظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية وقدرة إسرائيل على الاعتماد على نفسها، ولكن الإعلام الغربي لا يزال يروج لصورة الحصن التكنولوجي المنيع، متجاهلًا الثغرات الأساسية في المنظومة الدفاعية الإسرائيلية.

يقول غاليانو إن هذه الرواية غذت الوهم بالتفوق الأوكراني ضد روسيا، وتكرر الآن، مما يسعى إلى إثبات أن الغرب لا يُخطئ أبدًا، ومن تجرأ على القول بعكس ذلك هو انهزامي أو عدو.

ويؤكد أن ما يثير القلق ليس مجرد الإخفاق الجزئي في نظام القبة الحديدية، بل الحقيقة أن إسرائيل لم تتمكن من التصدي كما ينبغي لهجوم صاروخي منسق رغم كل الدعم العسكري والتكنولوجي الأميركي.

يتساءل الكاتب: إذا كانت هذه هي حالة تل أبيب -إحدى أكثر الدول تطورًا عسكريًا في العالم- فما سيكون مصير روما أو ميلانو أو نابولي إذا تعرضت لهجوم من قوة كبرى مثل روسيا؟

ويختتم بأن المشكلة الحقيقية ليست في فاعلية القبة الحديدية، بل في عجز الإعلام الغربي عن نقل الواقع دون تحيزات أيديولوجية، مما يبقي المواطن الغربي أسير سردية تتجاهل الحقائق وتخفي الفشل، لتصور عالمًا بالأبيض والأسود، وقد يكون الثمن هو أمن أوروبا ذاتها.


رابط المصدر

إعلان

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا