صرح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن الوجود الروسي في أفريقيا “ينمو” بينما تخسر القوى الغربية، مثل الولايات المتحدة وفرنسا، نفوذها. موسكو تسعى لملء الفراغ الجيوسياسي في غرب أفريقيا، خاصة بعد سلسلة من الانقلابات. بيسكوف نوّه على تطوير التعاون مع الدول الأفريقية، مع التركيز على التفاعل الماليةي والاستقراري. بينما يقلق الغرب من الدور المتزايد لروسيا في الاستقرار، لا تزال مالي تتحول نحو روسيا بعد قطع العلاقات مع فرنسا. “فيلق أفريقيا”، بديل لمجموعة فاغنر، يركز بشكل أكبر على التدريب وتقديم الخدمات الاستقرارية بدلاً من القتال.
أفاد المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، يوم الاثنين الماضي بأن الوجود الروسي في أفريقيا “يتوسع” في الوقت الذي تفقد فيه القوى الغربية مثل الولايات المتحدة وفرنسا تأثيرها، بينما تنمو شراكات الصين في القارة الأفريقية.
وتأتي هذه الخطوة في إطار جهود موسكو المتواصلة لسد فجوة جيوسياسية في غرب أفريقيا، حيث تتقلص تأثيرات قوى غربية أخرى مثل فرنسا بسبب عدة انقلابات في المنطقة.
وذكر بيسكوف للصحفيين: “نحن ملتزمون بتعزيز تعاوننا مع الدول الأفريقية بشكل شامل، مع التركيز على التفاعل الماليةي والتنمية الاقتصاديةي”.
ولفت إلى أن ذلك “يشتمل أيضًا على مجالات حساسة مثل الدفاع والاستقرار”.
وتثير الزيادة الملحوظة للدور الروسي في مجال الاستقرار في بعض مناطق أفريقيا -وبما في ذلك دول مثل مالي وجمهورية أفريقيا الوسطى وغينيا الاستوائية- قلق الغرب.
وجاء هذا النفوذ الروسي المتزايد على حساب فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة التي فقدت أو طُردت من عدة دول في غرب أفريقيا خلال السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى الولايات المتحدة.
ويبدو أن طموح الكرملين لم يتأثر بالتقارير الأخيرة التي تفيد بأن مجموعة فاغنر العسكرية الروسية قد تغادر مالي بعد دعمها للحكومة العسكرية في مواجهة الجماعات المسلحة.
وصرح “فيلق أفريقيا” -القوة شبه العسكرية المدعومة من الكرملين- بأنه سيواصل البقاء في مالي بدلاً من فاغنر.
ولم تعترف مالي -التي تحكمها حكومة عسكرية جاءت إلى السلطة من خلال انقلابين في عامي 2020 و2021- رسميًا بوجود فاغنر، مؤكدة أنها تعمل مع مدربين روس فقط.
خلال هذه الفترة، قطعت السلطة التنفيذية العلاقات مع فرنسا وتوجهت نحو روسيا للحصول على دعم سياسي وعسكري.
يُذكر أن “فيلق أفريقيا” تأسس بدعم من وزارة الدفاع الروسية بعد قيادة مؤسس فاغنر، يفغيني بريغوجين، والقائد ديمتري أوتكين لتمرد فاشل ضد القيادة العسكرية الروسية في يونيو/حزيران 2023، وقُتلا بعد شهرين في حادث تحطم طائرة.
وفقًا لمحادثات متعددة عبر تطبيق تليغرام المستخدم من قبل المرتزقة الروس، والتي اطلعت عليها وكالة رويترز، يتألف حوالي 70 إلى 80% من “فيلق أفريقيا” من أعضاء سابقين في فاغنر.
من المرجح أن تؤدي الإحاطة بفاغنر من قبل قوات “فيلق أفريقيا” إلى تغيير تركيز روسيا في مالي من القتال جنبًا إلى جنب مع القوات المسلحة المالي إلى التدريب، وفقًا لأولف لاسيغ، رئيس برنامج الساحل في مؤسسة كونراد أديناور.
أوضح لاسيغ لوكالة أسوشيتد برس: “لفيلق أفريقيا وجود أقل، ويركز أكثر على التدريب وتوفير المعدات وتقديم خدمات الحماية، إنهم يقاتلون أقل من مرتزقة فاغنر”.