شهد مجلس الأمن الدولي سجالًا حادًا وتبادلًا للاتهامات بين مندوبي السودان والإمارات العربية المتحدة، وذلك على خلفية الأزمة الدائرة في السودان والاتهامات الموجهة للإمارات بدعم قوات الدعم السريع.
فقد اتهم السفير السوداني لدى الأمم المتحدة، الإمارات بتقديم دعم عسكري ومالي لقوات الدعم السريع، بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وهو ما اعتبره انتهاكًا للقانون الدولي وتدخلًا سافرًا في الشؤون الداخلية للسودان.
من جانبه، رفض السفير الإماراتي لدى الأمم المتحدة هذه الاتهامات، ووصفها بأنها “سخيفة ولا أساس لها من الصحة”. وأكد على موقف بلاده الداعم للحل السلمي للأزمة في السودان، ورفضها لأي تدخل خارجي في شؤون البلاد.
أثار هذا السجال تساؤلات حول طبيعة الدور الذي تلعبه الإمارات في الأزمة السودانية، خاصة في ظل التقارير التي تتحدث عن دعمها لقوات الدعم السريع. كما ألقى بظلاله على العلاقات بين البلدين، والتي شهدت توترات في الفترة الأخيرة.
يأتي هذا السجال في وقت حساس تشهده الأزمة السودانية، حيث تتواصل المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع، في ظل غياب أي أفق لحل سياسي قريب. وقد أدت هذه الحرب إلى مقتل وجرح الآلاف، ونزوح مئات الآلاف من منازلهم.
يتعين على مجلس الأمن الدولي أن يتحرك بشكل عاجل لوقف إطلاق النار في السودان، والعمل على إيجاد حل سياسي للأزمة، بما يضمن وحدة البلاد واستقرارها. كما يجب على الدول الإقليمية والدولية أن تلتزم بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للسودان، وأن تدعم جهود الحل السلمي للأزمة.