منصات التواصل الاجتماعي العربية شهدت تفاعلات كبيرة بعد تقارير حول تأهب السفارات والقواعد العسكرية الأميركية بالشرق الأوسط لاحتمال هجوم إسرائيلي على إيران. واعتبرت طهران هذه الإجراءات “تكتيكات تفاوضية”. تحليلات المستخدمين ربطت التصعيد الأميركي بجمود المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني، مع وجود توقعات بأن الضغوط الأميركية قد تعطي الضوء الأخضر لإسرائيل للقيام بتحركات عسكرية. معظم النقاشات تركزت على السيناريوهات المحتملة لردود الأفعال الإيرانية، وما إذا كان هذا التصعيد يهدف إلى صرف الانتباه عن المشكلات الداخلية الأميركية. كما أُعلن عن جولة جديدة من المحادثات الإيرانية الأميركية في مسقط.
شهدت وسائل التواصل الاجتماعي في العالم العربي تفاعلات واسعة بعد تقارير نقلتها صحيفة “واشنطن بوست” من مصادر موثوقة، ذكرت أن السفارات والقواعد العسكرية الأميركية في أنحاء الشرق الأوسط وُضعت في حالة تأهب قصوى تحسباً لهجوم إسرائيلي محتمل على إيران.
وقد وصفت طهران، من خلال أحد مسؤوليها، هذه الإجراءات الأميركية بأنها “جزء من تكتيكات المفاوضات”.
وأثارت هذه الأحداث موجة من التحليلات بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي الذين ربطوا بين التصعيد الأميركي وجمود المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني.
واعتبر مغردون أن “الأجواء تشير إلى حرب”، مشيرين إلى الترقب لإصدار تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية ورد إيران على الشروط الأميركية في ظل غياب معارضة من أوروبا، التي فقدت معظم مصالحها مع إيران لصالح الولايات المتحدة في حال التوصل إلى اتفاق.
إذا كانت هناك ضربة، فإن السيناريو سيكون كالآتي..
_ الضربة الأولى لن تكون من أميركا بل من إسرائيل
_ إذا استهدفت إيران القواعد الأميركية مباشرة أو عبر أذرعها إضافة إلى إسرائيل، فستكون أميركا متورطة في القصف
_ إذا لم تستهدف إيران القواعد الأميركية، فستشارك أميركا في الإسقاط…— Imad S.m.r (@Emaad_S_M_R) June 11, 2025
في السياق ذاته، اعتبر ناشطون أن الهدف من التحركات الأميركية الأخيرة هو زيادة الضغط على إيران بعد تعثر المفاوضات، وقد يُمنح الضوء الأخضر لإسرائيل لبدء تحركاتها العسكرية، في ظل تصاعد الأزمات الداخلية في كل من الولايات المتحدة وإسرائيل، حيث تُعتبر الحرب الخارجية وسيلة محتملة للتهرب من هذه المشكلات وتوحيد الصفوف الداخلية.
بالتأكيد الكيان الصهيوني سيكون سعيداً بهذه التطورات وغالباً ما يشجع على ضرب إيران.
السؤال هو: هل ستنتظر إيران توجيه ضربة لها أم ستبادر هي؟
— Fayed Abushammalah. فايد أبو شمالة (@fayedfa) June 11, 2025
ولفت محللون إلى أن واشنطن لا تخشى من امتلاك إيران للسلاح النووي بحد ذاته، بل تخشى من إعلان إيران رسمياً عن امتلاك هذا السلاح، حيث سيؤدي ذلك إلى مدعاات إقليمية بامتلاك السلاح النووي على غرار إسرائيل وإيران.
وأضافوا أن “لو كانت الولايات المتحدة فعلاً لا تريد لبرنامج إيران النووي أن يستمر، لكانت استهدفت منشآتها النووية في مراحل مبكرة كما فعلت مع مشاريع نووية عربية سابقة، سواء عبر الضربات الأميركية المباشرة أو بتكليف إسرائيل بهذه المهمة”.
أعتقد أن الهدف هو زيادة الضغط على إيران،
وأن المفاوضات قد وصلت إلى طريق مسدود، وربما يكون ضوءاً أخضر لإسرائيل لتبدأ التحرك، كما أن المشاكل الداخلية في إسرائيل وأميركا قد تجعل الحرب الخارجية الوسيلة المثلى للهروب منها وتوحيد الجبهة الداخلية.— بهاء خليفة (@bahakhalifah) June 11, 2025
ويرى خبراء أن إسرائيل قد تخشى البرنامج النووي الإيراني، إلا أن كلاً من إسرائيل وإيران لا تمتلكان القدرة على استخدام السلاح النووي بشكل عملي. ويعتبرون أن الولايات المتحدة تستغل الوضع الحالي للتلاعب بجميع الأطراف: الخليج وإيران وإسرائيل، وتسعى لتحقيق مكاسب استراتيجية مع كل طرف، بالإضافة إلى محاولة صرف الأنظار عن الاحتجاجات الداخلية في بعض الولايات الأميركية ضد سياسات الهجرة والجمارك.
إذا تعرضت إيران لضربة عسكرية صهيونية أمريكية، فيجب أن يكون ردها فورياً وسريعاً جداً وقوياً جداً جداً، وذلك بضرب وسحق منشآت العدو النووية. أما إذا انتظرت واحتفظت بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين – كعادتها – فلا خير فيها ولا في قوتها العسكرية.
— جبـل نقـم (@Bashirawami) June 11, 2025
وتوقع مدونون أن إدارة ترامب تسعى لتحويل اهتمام وسائل الإعلام والرأي السنة عن قضاياها الداخلية نحو مواجهة محتملة مع إيران، خاصة مع بدء عمليات إجلاء أسر الدبلوماسيين الأميركيين وموظفيهم من بعض الدول.
واعتبر آخرون أن التصعيد قد يؤدي إلى تبادل ضربات قوية بين إيران وإسرائيل وأميركا، مع فرض حصار اقتصادي وبحري وجوي على طهران بهدف عزلها وجعلها مشابهة لكوريا الشمالية، وأن النهاية ستكون إما بخضوع إيران وتفكيك برنامجها النووي وربما الصاروخي، أو بتعنتها واستمرارها في بناء رؤوس نووية لتهديد تل أبيب بها.
لعلمك، الضجة هذه لها هدفين:
الأول: تخويف إيران بغرض الحصول على تنازلات من بعض المدعا في المفاوضات.
الثاني: تغطية أخبار المظاهرات والشغب داخل أميركا فقط لا غير، ومُستحيل أن يتم تنفيذ ضربة.— ابو علي (@AbwLy5576) June 11, 2025
وفي جانب آخر، اعتبر بعض الناشطين أن أسلوب إدارة ترامب يعتمد على التهويل والتهديد، لإجبار إيران على توقيع اتفاق يرضي إسرائيل والولايات المتحدة، مشيرين إلى أن ترامب يدرك تماماً أن كلفة الحرب مع طهران ستكون باهظة على أميركا وإسرائيل والمنطقة بشكل عام.
إذا كانت الأخبار عن سحب الدبلوماسيين الأميركيين من سفارات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط صحيحة،
فإن الأمر لم يعد مجرد ضغط على طهران.على إيران أن تستعد عسكرياً للرد على أي عدوان أميركي،
الحقيقة أن الصهاينة والأمريكان ينظرون إلى إيران في أضعف حالاتها وأنها الفرصة المناسبة لتدمير برنامجها النووي.— علي الصنعاني (@alisanany1234) June 11, 2025
من جانبه، صرح وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي عبر حسابه على منصة إكس “أن الجولة السادسة من المحادثات الإيرانية الأميركية ستعقد في مسقط يوم الأحد الموافق 15”.
I am pleased to confirm the 6th round of Iran US talks will be held in Muscat this Sunday the 15th.
— Badr Albusaidi – بدر البوسعيدي (@badralbusaidi) June 12, 2025