بات يام هي مدينة ساحلية إسرائيلية على البحر الأبيض المتوسط، تأسست عام 1923. سُميت “بنت البحر” لوجودها المميز على الساحل، ويبلغ عدد سكانها حوالي 127,000 نسمة، معظمهم من المهاجرين اليهود. تطورت المدينة بعد نكبة 1948، حيث طُرد السكان الفلسطينيون. يُعتمد اقتصاد بات يام على السياحة والصناعة، مع كثافة في الفنادق والمصانع. شهدت المدينة عمليات فدائية وقصفًا من فصائل المقاومة الفلسطينية وحزب الله، بالإضافة إلى قصف إيراني عام 2025. شكل المدينة يشبه مثلثًا، وتحيط بها الكثبان الرملية، مما جعل النمو العمراني يتركز جنوبًا.
مدينة ومستوطنة إسرائيلية ساحلية تقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط شمال تل أبيب، تم تأسيسها في عام 1923 خلال فترة الانتداب البريطاني على فلسطين، وقد توسعت بعد نكبة 1948 على جزء من أراضي بلدة يافا الفلسطينية.
اسمها باللغة العبرية يعني “بنت البحر”، وقد سُميت بهذا الاسم نظرًا لموقعها الفريد المطل على البحر الأبيض المتوسط. يقدر عدد سكانها بحوالي 127 ألف نسمة، وتضم مزيجًا من اليهود المتدينين الذين هاجروا من أوروبا إلى فلسطين.
الموقع
يتموقع المدينة على طول شاطئ البحر الأبيض المتوسط إلى الجنوب من يافا، محاطة بمدينة حولون شرقاً، ومدينة ريشون لتسيون جنوبًا، وتل أبيب شمالاً.
ترتبط المدينة بالعديد من المدن الإسرائيلية من خلال شبكة طرق رئيسية تبتعد عن الطريق الساحلي.
وتقع بيت يام على ارتفاع يتراوح بين 100 و200 متر فوق مستوى سطح البحر، تحيط بها كثبان رملية من الجنوب والشرق، مما أدى إلى زراعتها بالأشجار الحرجية لتثبيت الرمال.
تبدو المدينة بشكل مثلث متساوي الساقين، قاعدته في الجنوب ورأسه في الشمال، مما جعل النمو العمراني يتركز باتجاه الجنوب، بينما تنتشر في شمالها العديد من الفنادق والمنتجعات والمقاهي والملاعب على طول الشاطئ.
السكان
استقطبت بات يام أعدادًا كبيرة من المهاجرين اليهود، مما أدى إلى زيادة عدد سكانها. ومع حرب النكبة، استولت العصابات الصهيونية عليها وطردت جميع سكانها الفلسطينيين، ومنذ ذلك الحين، بدأ اليهود المهاجرون بالتوافد من مختلف أنحاء العالم.
نمت أعداد سكانها من حوالي ألف نسمة في عام 1948 إلى عشرة أضعافها بحلول عام 1953، وبلغت 15 ألف نسمة في عام 1956. شهدت المدينة زيادة كبيرة في عدد السكان في عام 1967، حيث بلغ نحو 62 ألف نسمة، وفي بداية الألفية الثالثة وصل العدد إلى 170 ألف نسمة.
يبلغ عدد سكان بيت يام حوالي 127 ألف نسمة، وفقًا للإحصاء الإسرائيلي لعام 2022، ما يجعلها تحتل المرتبة السادسة من حيث تعداد السكان في إسرائيل.
التاريخ
أنشئت المستوطنة عام 1926، وكانت تتكون في البداية من حي سكني صغير يضم 24 عائلة من اليهود المتدينين، معظمهم مهاجرون ألمان فروا من ألمانيا النازية.
أطلق المهاجرون الذين استقروا هناك اسم بايت فاغان على المستوطنة، والذي يعني بالعربية “البيت والحديقة”.
أثناء ثورة 1929، غادرت الجالية اليهودية بسبب تصاعد التوتر مع الفلسطينيين، لكنها عادت بعد ثلاث سنوات.
في عام 1937، حصلت المستوطنة على مجلس محلي، وتغير اسمها إلى “بيت يام”، مما زاد من وتيرة الهجرة اليهودية إليها.
خلال حرب النكبة الفلسطينية في عام 1948، سيطرت العصابات الصهيونية على المستوطنة بشكل كامل.
وبفضل موقعها المطل على البحر، كانت وجهة للعديد من يهود أوروبا الذين جلبتهم عصابة البلماح الصهيونية خلال الحرب العالمية الثانية.
في عام 1958، منحت إسرائيل القرية مكانة المدينة، وخلال تلك الفترة، توافد عدد كبير من اليهود إلى المدينة، التي شهدت نموًا حضريًا ملحوظًا، مما جعلها فيما بعد واحدة من أكبر المدن في إسرائيل.

المالية
تقوم المدينة بشكل رئيسي على السياحة، حيث تمتد واجهتها البحرية على مسافة 3.2 كيلومتر، مما يجذب آلاف السياح الأجانب سنويًا لقضاء عطلاتهم في الفنادق والمنتجعات التي تكثر فيها.
هذا بالإضافة إلى وجود عدد من المصانع المتنوعة، حيث تشمل الصناعات الغذائية مثل اللحوم المعلبة والأسماك والفواكه المجففة، إلى جانب مصانع النبيذ، الزجاج، الخراطيم، القطن، الجلود، والمعادن، فضلاً عن مصانع مواد البناء والمواد الكيميائية، والمطابع.
أما الوظيفة التجارية فهي ثانوية، إذ تكاد تخلو المدينة من الأسواق الكبيرة ما عدا بعض البقالات الصغيرة المنتشرة في الأحياء، ويعتمد السكان على أسواق مدينة تل أبيب المركزية.
تفتقر المدينة أيضًا للأراضي الزراعية بسبب قلة المساحات الصالحة للزراعة، إضافة إلى تربتها الرملية التي تقلل من خصوبتها.

قصف وعمليات فدائية
منذ إنشائها، شهدت المدينة عدة عمليات فدائية، وتعرضت لقصف صاروخي من فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة، وحزب الله اللبناني وإيران.
في 22 ديسمبر/كانون الأول 2013، وقع انفجار في حافلة بمدينة بات يام، دون أن يسفر عن إصابات، وصرحت إسرائيل اعتقال أربعة أعضاء من حركة الجهاد الإسلامي بتهمة المشاركة في العملية.
في 20 فبراير/شباط 2025، اندلعت حرائق جراء انفجارات في ثلاث حافلات داخل موقف في بات يام، ولكن لم تسجل أي إصابات.
خلال المواجهات العسكرية بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، تعرضت المدينة لقصف صاروخي من غزة، خاصة عقب عملية طوفان الأقصى التي قامت بها المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي تلاها عدوان إسرائيلي على القطاع.
كما تعرضت المدينة للقصف من حزب الله اللبناني ضمن عملية دعم للقطاع عامي 2023 و2024.
ردًا على الهجمات الإسرائيلية التي طالت مواقع مختلفة في إيران في 13 يونيو/حزيران 2025، تعرضت المدينة لقصف صاروخي إيراني، مما أدى إلى وقوع عدد من القتلى والمصابين ودمار واسع في الممتلكات.