د.تركي القبلان: في ظل هذا الإنجاز الذي تم عنه اشهار مجلس حضرموت الوطني اليوم الثلاثاء 20 يونيو فلابد لنا من وقفة حول حقائق من المهم استيعابها :
1- يعد أبناء محافظة حضرموت مكوناً رئيسياً من مكونات الشعب اليمني بشكل عام ومن هذا المنطلق، تأتي دعوتهم لضمان وحدة المحافظة واستقرارها، وكذلك التأكيد على حقهم المشروع في إدارة شؤونهم الاقتصادية والسياسية والأمنية على المستوى المحلي.
2- تعتبر التعددية السياسية والاجتماعية في محافظة حضرموت وبقية المحافظات الجنوبية، حق لجميع مكونات هذه المحافظات في الممارسة الديموقراطية والنشاط السياسي، دون فرض وصاية من طرف على آخر، وبما لا يهدد وحدة الصف والنسيج الاجتماعي لهذه المحافظات، وتعزيز الشراكة العادلة في جميع الشؤون العامة.
3-يدرك الجميع أن المواقف الوطنية لأبناء محافظة حضرموت تنطلق من مجموعة الثوابت الراسخة التي تتوافق عليها رؤى جميع المكونات والقوى المحلية في المحافظة، وتتمثل هذه الثوابت في الالتزام بالأهداف المشتركة مع تحالف دعم الشرعية، ومخرجات إعلان نقل السلطة، وضرورة حيادية رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي وهيئاته المساندة وقيادات السلطة العليا للدولة، والتزامهم بعدم توظيف أو استخدام مهامهم الدستورية لتحقيق مكاسب سياسية خاصة، على حساب المصلحة العامة.
4- كما يتفق أبناء محافظة حضرموت على حقهم المشروع في المشاركة العادلة في صناعة القرار السيادي على مستوى الدولة، وكذلك حقهم في أن يمثلوا في جميع مؤسسات الدولة التشريعية والتنفيذية، وفي عضوية الفرق التفاوضية، لضمان حماية مصالحهم الحيوية واستقلاليتهم كمكون من مكونات الدولة.
5- ومن هنا يؤكد جميع أبناء محافظة حضرموت، ومن يمثلهم من المكونات والقوى السياسية والاجتماعية في المحافظة، على ضرورة تحييد مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية عن أي خلافات بينية، لتجنب الأضرار التي قد تنجم من ذلك على المصالح العامة، ومنع تفاقم الأزمة الإنسانية في حضرموت.
6- وضع اليمن على طريق السلام والاستقرار والتنمية يتطلب من جميع القوى والمكونات التصدي لجميع التحديات والتهديدات التي تستهدف تماسك الجبهة الداخلية في محافظة حضرموت، والتي تطال مخاطرها أيضاً جميع المناطق اليمنية المحررة، وكذلك دول الجوار الإقليمي، والأمن والسلم الدوليين من خلال الإضرار بأمن وسلامة الممرات المائية.
7- تؤكد الرؤية المشتركة لأبناء محافظة حضرموت على أن الحل السياسي للأزمة في اليمن يتطلب إيجاد معالجة فاعلة لجميع المظالم التي طالت العديد من فئات المجتمع خلال الفترة الماضية، إضافة إلى إيجاد آليات متوافق عليها للانتقال إلى التسوية السياسية النهائية، والإيمان بحق المجتمعات المحلية في تقرير مصيرها عبر مؤسسات الحكم المختلفة.
8- على رغم أن الإعلان عن تشكيل (مجلس حضرموت الوطني) تحت هذا المسمى قد يجر إلى تفسيرات سلبية من البعض عن تكريسه المناطقية على حساب الانتماء الوطني، إلا أن أهداف هذا المجلس تتجاوز هذا البُعد الضيق إلى التأكيد على حق جميع أبناء المحافظات المحررة وبمختلف انتماءاتهم السياسية والاجتماعية في الشراكة الوطنية، وفي التمثيل السياسي العادل، والمشاركة في صنع القرارات العامة التي تمس مصالح جميع أبناء المحافظات المحررة، بمن فيهم أبناء محافظة حضرموت؛ باعتبارهم مكوناً مهماً وأصيلاً من المكونات الوطنية، وذلك من دون تمييز أو أقصاء لأي مكون سياسي أو اجتماعي.