تشهد الساحة الدولية تحركات دبلوماسية متسارعة لاحتواء تصعيد عسكري بين إيران وإسرائيل، وسط مخاوف من حرب إقليمية شاملة. القائد الفرنسي ماكرون أنذر من الضربات الإسرائيلية ضد أهداف غير نووية، مدعاًا بمبادرة دبلوماسية عاجلة. الأمين السنة للأمم المتحدة غوتيريش أنذر من أي تدخل عسكري إضافي، مشيرًا إلى تداعياته الخطيرة على المنطقة. أمير قطر ووزير الخارجية الصيني عبرا عن قلقهما ودعوا لتجنب التصعيد. منذ الجمعة، شنت إسرائيل غارات على إيران، بينما ردت طهران بالصواريخ، مما أدى إلى سقوط عشرات القتلى في إسرائيل وإغلاق مطار بن غوريون.
تتسارع التحركات السياسية والدبلوماسية على الساحة الدولية بهدف احتواء التصعيد العسكري الخطير بين إيران وإسرائيل، وسط تحذيرات من احتمال تحوّل النزاع إلى حرب إقليمية شاملة.
وعبر القائد الفرنسي إيمانويل ماكرون عن قلقه حيال استمرار الضربات الإسرائيلية ضد أهداف في إيران “لا تتعلق بالبرنامج النووي أو الصاروخي”، مشيراً إلى أن تصاعد العنف يهدد استقرار المنطقة.
ودعا ماكرون وزير الخارجية جان-نويل بارو بإطلاق مبادرة دبلوماسية عاجلة بالتنسيق مع الشركاء الأوروبيين “لتقديم اقتراح تسوية تفاوضية ينهي النزاع”.
ونوّه القائد الفرنسي في بيان صادر عن الإليزيه بعد اجتماع لمجلس الدفاع والاستقرار القومي على ضرورة “الوقف الفوري للعمليات العسكرية”، ووجه وزارة الخارجية الفرنسية باتخاذ تدابير لتسهيل مغادرة الفرنسيين من إيران وإسرائيل.
وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية للجزيرة إن الحل العسكري لمسألة النووي الإيراني “غير ممكن”، داعيًا إسرائيل إلى “اعتماد الدبلوماسية”، ومشدداً على أن “أي محاولة لتغيير النظام الحاكم الإيراني من الخارج تعتبر خطأ استراتيجياً”.
تحذير أممي
بدوره، أنذر الأمين السنة للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أي تدخل عسكري إضافي في النزاع، مشيراً إلى أن “تداعياته ستكون هائلة على المنطقة بأسرها وعلى السلام والاستقرار العالميين”.
وقال غوتيريش في بيان “أدعو الجميع بحزم لتجنب أي تدويل إضافي للنزاع، حيث أن أي تدخل عسكري إضافي قد تكون له تداعيات جسيمة، ليس فقط على الأطراف المعنية، بل على المنطقة بأسرها، وعلى السلام والاستقرار العالميين بشكل عام”.
وأوضح ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين السنة للأمم المتحدة، أن المقصود بـ”تدويل النزاع” هو انخراط دول جديدة فيه، بينما يواصل القائد الأميركي دونالد ترامب إبقاء الباب مفتوحاً بشأن دعم بلاده للضربات الإسرائيلية ضد إيران.
دعوات دولية للتهدئة
في هذا السياق، صرح الديوان الأميري القطري أن أمير الدولة، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، تلقى اتصالا من رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، لبحث سبل خفض التصعيد بين إيران وإسرائيل، والتأكيد على “حل النزاعات عبر الوسائل الدبلوماسية”.
كما أعربت وزارة الخارجية الصينية عن “قلقها الشديد” من تدهور الوضع، حيث قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي خلال مكالمة مع وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، إن “السلوك الإسرائيلي الذي يتجاهل القانون الدولي أدى إلى تفاقم الوضع بشكل مفاجئ”، مؤكدًا على ضرورة اتخاذ خطوات لتجنب انزلاق المنطقة إلى “هاوية مجهولة”.
ونوّه وانغ نظيره العماني برسالة مماثلة، مشيراً إلى أن بكين ومسقط “لا يمكنهما أن يظلّوا مكتوفي الأيدي”، في حين اتهمت الخارجية الصينية ترامب بـ”صب الزيت على النار”، داعية مواطنيها لمغادرة إيران وإسرائيل على الفور.
ومنذ الفجر، تشن إسرائيل غارات جوية مكثفة على إيران، مستهدفة مواقع عسكرية ومنشآت نووية، مما أسفر عن مقتل عدد من كبار القادة والعلماء الإيرانيين.
وقد ردّت إيران على العدوان بإطلاق صواريخ وطائرات مسيرة نحو مدينة حيفا وتل أبيب، مما نتج عنه سقوط عشرات القتلى في إسرائيل وإغلاق مطار بن غوريون الدولي.