لوبوان: مفاجآت الحرب في أوكرانيا.. روسيا تفتقر إلى المسامير والأزرار
الأوراق المكتبية أصبحت بعد رحيل الموردين الغربيين سلعة نادرة، حتى أن بعض المناطق “لأسباب لوجستية مؤقتة” لم تعد تصدر شهادات الميلاد المطبوعة
قالت مجلة لوبوان (Le Point) الفرنسية إن إلفيرا نابيولينا رئيسة بنك روسيا المركزي المعروفة بجديتها لفتت أنظار دوائر الأعمال إلى مشكلة لم يتوقعها أحد، وهي النقص المتزايد في الأزرار والإكسسوارات في ببلدها بسبب العقوبات والاضطرابات اللوجستية في سلاسل التوريد، مما يهدد صناعة الملابس التي توشك أن تنهار.
وتساءلت المجلة: كيف يمكن لمصممي الأزياء الجاهزة والمصنعين الروس تعويض علامات تجارية عالمية قررت مغادرة البلاد، مثل زارا (Zara) وإتش آند إم (H&M) وغيرهما، في وقت يعاني فيه مصنعو المنسوجات والسليلوز من نقص حاد في المواد الخام؟
ومع أن الكثير من البضائع أصبحت متاحة في سوق الأسهم فإن الفرص الذهبية المتعلقة بهذا النوع من البضائع أفلتت من المصنعين الروس بسبب أشياء تافهة كنقص زر، لأنه لا يوجد مصنع ينتج الأزرار في روسيا ولا آخر ينتج صبغا وسحّابات وإبر الخياطة، وبدون هذه الأشياء الصغيرة السخيفة تتوقف ورش الخياطة وتغلق المتاجر لتصبح صناعة الملابس على حافة الهاوية.
قلق في مجال الأعمال اليدوية
وأشارت المجلة إلى أن المشكلة المطروحة في مجال صناعة الملابس هي نفسها في مجال الأعمال اليدوية، لأن الروس -بدون الأدوات الألمانية والتشيكية والبولندية- لا حول لهم ولا قوة، حتى أن المسامير قد تفقد من السوق في خامس أكبر منتج للصلب في العالم، مما أثار علنا عجب رئيسة مجلس الاتحاد فالنتينا ماتفيينكو، في لحظة نادرة من التعقل ضد تيار الغطرسة المعتاد الذي يعم الإدارة الروسية العليا.
وقد بدأت وزارة الصناعة والتجارة حملة لجمع المسامير ونشرت ملاحظة مطمئنة تقول إنها في الأسابيع المقبلة ستشرف على إعادة تنظيم القطاع من خلال اتباع “خطة”، مما أثار حماس من يحنون إلى عهد الاقتصاد السوفياتي.
وإذا سارت الأمور كما هو الحال مع الورق -كما تقول المجلة الفرنسية – فإن خيبة الأمل ستكون كبيرة، حيث أصبحت الأوراق المكتبية بعد رحيل الموردين الغربيين سلعة نادرة، حتى أن بعض المناطق “لأسباب لوجستية مؤقتة” لم تعد تصدر شهادات الميلاد المطبوعة، وأصبحت توجد في المتاجر الروسية إعلانات تدعو الناس إلى الاستغناء عن الفواتير لأن “الورق حاليا صعب الوجود”.
لكن المشكلة تدعو إلى التساؤل بقلق أكثر مع اقتراب فترة الامتحانات الوطنية، إذ كيف سيكون أداء الطلاب إذا لم يكن هناك أوراق في الجامعات، وإن كان لدى بعضها مخزون قديم يعود إلى الحقبة السوفياتية وكأن لسان حاله يقول “من حسن حظنا أننا لا نرمي شيئا”.
وفي مواجهة حالة الطوارئ هذه يراهن فيكتور إفتوخوف نائب مدير الصناعة والتجارة على الابتكار، قائلا “لدينا إنتاج، لكن كانت لدينا مشكلة في التبييض بسبب المواد الكيميائية التي لم تعد تأتي من فنلندا، لذلك سنصنع نوعا جديدا من الورق يكون لونه مختلفا بعض الشيء ولن يكون ناصع البياض، سننتهز هذه الفرصة لاستخدام عمليات كيميائية خالية من الكلور، ونصنع أوراقا صديقة للبيئة، غير أن الرزم التي وصلت للسوق توا بدت صفراء لا تتعدى نسبة البياض فيها 60%”.
المصدر : لوبوان