قالت كريستين لاغارد، رئيسة المؤسسة المالية المركزي الأوروبي، إن اليورو يمكن أن يصبح بديلاً عمليًا للدولار الأميركي، مما يعود بفوائد على منطقة اليورو إذا عززت حكوماتها بنيتها المالية والاستقرارية. ولفتت إلى أن التقلبات في الإستراتيجية الأميركية أدت إلى تراجع المستثمرين عن الأصول بالدولار. رغم ذلك، لا يزال دور اليورو عالميًا محدودًا، بسبب غياب مؤسسات مالية متكاملة في الاتحاد الأوروبي. ولتحقيق ذلك، يجب على أوروبا توسيع سوق رأس المال وتعزيز الأسس القانونية. نوّهت لاغارد على أهمية تغيير موقف اليورو ليصبح العملة المفضلة في التجارة الدولية، وسط تراجع تدريجي لدور الدولار.
أفادت رئيسة المؤسسة المالية المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، اليوم الاثنين أن اليورو قد يصبح بديلاً واقعياً للدولار الأميركي، مما قد يعود بالفوائد الجمة على منطقة اليورو التي تضم 20 دولة، إذا استطاعت حكوماتها تعزيز بنيتها المالية والاستقرارية بفاعلية.
في خطابها الذي ألقته في برلين، أوضحت لاغارد أن التقلبات الأخيرة في الإستراتيجية الماليةية الأميركية دفعت العديد من المستثمرين الدوليين إلى تقليص تعرضهم للأصول المقومة بالدولار، بينما لجأ البعض إلى الذهب في ظل عدم وجود بدائل مباشرة.
على الرغم من هذه التطورات، يبقى الدور العالمي لليورو في حالة جمود منذ عقود، وهو ما عزته لاغارد إلى نقص وجود مؤسسات مالية مكتملة داخل الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى ضعف إرادة الحكومات في التقدم نحو التكامل.
وأضافت لاغارد: “التغيرات الراهنة تمهد الطريق نحو ’لحظة اليورو العالمية’… لكن اليورو لن يكتسب قوته تلقائيًا، بل يجب عليه السعي لنيلها”.

لفتت إلى أن تحقيق هذا الهدف يتطلب من أوروبا تطوير سوق رأس مال أكثر اتساعًا وسائلة، وتعزيز أسسها القانونية، بالإضافة إلى دعم التزامها بالتجارة الحرة عبر تعزيز قدراتها الاستقرارية.
واصلت لاغارد حديثها مؤكدة أن الدولار الأميركي يفقد بعضًا من دوره العالمي، حيث انخفضت حصته من الاحتياطيات الدولية إلى 58%، وهو أقل معدل منذ عقود، ولكنه لا يزال يتفوق بشكل كبير على حصة اليورو التي تبلغ 20%.
وفي نهاية كلمتها، نوّهت على ضرورة أن تسعى أوروبا لجعل اليورو هو العملة المفضلة للشركات التي تعمل في التجارة الدولية، من خلال إبرام اتفاقيات تجارية جديدة، وتحسين أنظمة الدفع عبر النطاق الجغرافي، وتوسيع اتفاقيات السيولة مع المؤسسة المالية المركزي الأوروبي.
منذ إعلان ترامب عن حزمة الرسوم الجمركية العالمية، تعرض الدولار للضغط، مما جعل اليورو أكثر قوة في مواجهة الدولار مقارنة بما كان عليه قبل أكثر من ثلاث سنوات.