كيف ينظر البعض لحزب الاصلاح* !!!!!
يحكى أن مدرس بأحد المدارس بمنطقة يسكنها البدو طلب من تلاميذه كتابة موضوع تعبير عن فصل الربيع، فقام أحد الطلاب بكتابة ” فصل الربيع فصل جميل ينبت فيه الزرع، الذي يتغذى عليه الجمل حيث أن الجمل يعيش في الصحراء يستطيع المشي على الرمل بسهولة ويسر ويصبر على الجوع و العطش …” وكمل باقي الموضوع عن الجمل” . وفي حصة التعبير التالية طلب المدرس من تلاميذه كتابة موضوع عن صناعة السيارات في اليابان فقام نفس الطالب بكتابة ” السيارة في اليابان هي وسيلة الانتقال كما أن الجمل في الصحراء هو وسيلة الانتقال حيث أن الجمل ..”وكمل باقي الموضوع عن الجمل”. وفي حصة التعبير التالية طلب المدرس يكتبوا عن جهاز الحاسوب الالي فقام نفس الطالب بكتابة الحاسوب جهاز مفيد يوجد عند الناس في المدينة، ولا يوجد عند البدو، لان البدو عندهم الجمل حيث ان الجمل….” وكمل باقي الموضوع عن الجمل” . غضب المدرس وقرر اعطاؤه درجة سيئة في أعمال السنة، فقام الطالب بكتابة شكوى لمدير المدرسة كتب فيها ” لقد ظلمني استاذي ظلما بينا ولقد صبرت عليه صبر الجمل حيث أن الجمل… ” وكمل باقي الشكوى عن الجمل”.
فهكذا حال الكثيرين تكلمهم عن الحرب، وتمزق المجتمع، والارتهان للخارج يقولون لك الاصلاح يجب ان ينتهي لانهم اضطرونا نكون مرتزقة وخرفان للخارج. تكلمهم عن الحرية والكرامة الانسانية يقولون لك الاصلاح يجب تصنيفهم ارهابيين قبل كل شيء وبعدها سهل ندور الحرية والكرامة. تكلمهم عن اهمية عدم الغاء الاخر وان التوافق الوطني هو المنهج والطريق حتى لاتنهار مؤسسات الدولة الدستورية، وحتى نتجه خطوة في طريق التشاور والمصالحة الشاملة ان اردنا ان تعود اليمن كما نريدها، يقولون تمام لكن الإصلاح سوف يرث الامر، لانه اكثر تنظيم وانتشار، ولذا يجب اولا اقصائه. تقول لهم يجب علينا دعم التوجهات والمنافسة السياسية بعيد عن ثقافة الاستقوى بتوجه الخارج، فلا يجب ان نشعل حرائق داخل البيت اليمني ونتهم الاخرين انهم اوغاد لماذا لم يمنعونا، فيقولوا بصراحة عندك حق لكن كل الاحزاب تمزقت ماعد باقي الإصلاح، لذا يجب منعه من التماسك اكثر.
تسحبهم الى موضوع اخر، وتكلمهم عن الجفاف والاحتباس الحراري في اوروبا، والكوارث القادمة عندنا بسبب كثرة الامطار والفيضانات يقولون لك شكله مافيش الا هم السبب الجماعة زيدوا هذه السنة بصلاة الاستسقاء فكثرت الامطار بمعنى الاصلاح هم السبب وكملوا الموضوع في مكان اخر.
من كثرة تداول مصطلح الاصلاح في كل مكان، ووقت ودون ضرورة ودون بينة، ماعد باقي نقول لهم، لقد صبر الشعب اليمني كثير جدا مثل صبر الجمل حيث أن الجمل وحيث ان الجمل يفهم مشاكل اليمن اكثر منهم.
واخيرا وبعيد عن سيرة الجمل اقولها لا يوجد اساساً، في الواقع اليمني المتحرك والمضطرب سوى الفرق والاختلاف، ولذا فمن المستحيل نجد بيننا التطابق، ويظل لنا ان الممكن هو العمل على ابتكار الصيغ، التي تتيح توليف المختلف منا اقلها بتعريف الثوابت والتوفق عليها، وغرس القيم الوسطية، وبناء منظومات العقلانية والتعايش المنفتحة مع القضايا الوطنية المصيرية، وان الانسان اليمني يجب عليه ان يرمم اخاه كلما وجد فرصة، ولاننسى أن من يريد تدمير بلدك سيملأ قلبك بالحقد والكراهية، ويقنعك أن ما تراه أو تسمعه منه هو الحق، ولصالح بلدك، وبهذا سيجبرك أن تخسر بيدك أنت أغلى ما تملك وتشكره انه أوصلك لذلك.
______________________
موضوع نشرته من قبل
بقلم البروفيسىور: ايوب الحمادي