أدى الاحترار العالمي والزيادة المتواصلة في درجات الحرارة إلى نشأة عدة ظواهر جوية قاسية تضرب العالم في 2023 ولا يوجد أي استعداد لها على الإطلاق
عام 2023 سوف يكون الأكثر سخونة على الإطلاق
انهيار ظاهرة النينو سوف يؤدي للجفاف والأعاصير والاضطرابات
تراجع شديد في الأمن الغذائي ينتظر العالم في 2023
فقد كشفت وكالة ناسا عن أن عام 2022 كان من أكثر الأعوام ارتفاعًا في درجة الحرارة على الإطلاق في عُمر الأرض، وأن هناك زيادة مستمرة في درجات حرارة الأرض تُنذر بالمزيد من الاضطرابات المناخية القاسية.
وبيّنت أن هناك تغير واضح في نمط المناخ المتكرر عبر المحيط الهادئ الاستوائي ليتحول من ظاهرة النينيا والتي كانت تؤدي إلى الحد من الحرارة العالمية، ليتحوّل بالتدريج إلى ظاهرة النينيو والتي تجعل المحيط الهادئ أكثر دفئًا.
وتشير التوقعات الحالية إلى احتمالية استمرار ظاهرة النينو أو التذبذب الجنوبي لظاهرة النينو حتى أوائل عام 2023 مما يجعلها واحدة من أطول الظواهر المناخية إلى حد كبير بالنظر إلى أنها بدأت في ربيع عام 2020، ولكن بعدها سوف يبدأ المحيط الهادئ في الميل ناحية الدفء من جديد لترتفع مستويات الحرارة فيه ويُطوِّر بالتالي ظاهرة النينو والتي سوف تجعل من عام 2023 الأكثر سخونة على الإطلاق.
ويؤكد الخبراء أنه على الرغم من الجفاف وحرائق الغابات وانقطاع الأمطار وغيرها من ظواهر شاهدناها في عام 2022 إلا أنه يبدو أن الكوكب نجا من سيناريوهات أكثر سوءًا بكثير.
وينظر العلماء إلى ارتفاع درجة الحرارة بمعدل 1.5 درجة مئوية على أنه مستوى خطير يُصبح بعده انهيار المناخ أمرًا لا مفر منه أي لن يشهد الكوكب طقسًا مستقرًا على الإطلاق.
وقد وصل الارتفاع العالمي في درجات الحرارة بالفعل إلى 1.36 عام 2019 ويتوقع الوصول إلى المستوى الخطر 1.5 درجة في عام 2023 أو حتى تجاوزه، في حين أن مستوى الارتفاع حتى عام 1900 كان 1.2 درجة فقط.
إن هذا يعني بصورة أوضح أن أعلى درجة حرارة مسجلة وهي 54.4 درجة مئوية سوف يتم تجاوزها، وأن أجزاء من الشرق الأوسط وجنوب أسيا سوف تتعدى فيها درجات الحرارة الـ55، في حين يمكن أن تصل إلى 50 درجة للمرة الأولى على الإطلاق في أجزاء من أوروبا.
إن هذا الارتفاع الكبير في درجات الحرارة له تأثير مباشر على المحاصيل حول العالم، ففي عام 2022 أدت موجة الجفاف الشديدة إلى تدمير المحاصيل في الصين والهند وأمريكا الجنوبية وأوروبا مما أدى إلى زيادة مخاطر انعدام الأمن الغذائي.
ويُبيِّن الخبراء أن المخزون العادي من السلع والمحاصيل سوف يتراجع كثيرًا بحلول عام 2023، وبالتالي نقص الغذاء في الكثير من البلدان حول العالم وهو الأمر الذي يُنذر إما باضطرابات مدنية شديدة القسوة في البلدان الفقيرة، أو بموجة عاتية من التضخم وارتفاع أزمة تكلفة العيش في البلدان الغنية.
كما أن التأثير المباشر لانتهاء ظاهرة النينو سوف يبدو أكثر خطورة في 2023، فهي تحد من تطور الأعاصير في المحيط الأطلسي، وبعدم وجودها قد نشهد أعاصير ضخمة مثل إعصار إندرو عام 1992 والذي دمّر نحو 60 ألف منزل وألحق الضرر بـ125 ألف أخرى، وإذا وضعنا في الاعتبار أن الأعاصير تزداد قوة ورطوبة بمرور الوقت، فإن التعرض إلى إعصار آخر في 2023 سوف يكون كارثيًا.
المصدر : اراجيك