إعلان

أدت ضربات البرق العنيفة لكثبان رملية في ولاية نبراسكا والتي تزامنت مع قطع خط كهرباء إلى تكوين شبه بلوري بشكل نادر للغاية عن الموجود في الطبيعة، فقد أدت هذه الضربات إلى تكوين قطعة من الفولجوريت أو البرق المتحجر الذي ينشأ من صاعقة كهربائية قوية في الرمال لتصهرها مكوِّنة هذا الشكل النادر.

شبه بلورة تثير حيرة العلماء بشأن طريقة تكوين المادة في النظام الشمسي.

إعلان

هذا التشكيل لم يرتبط في أذهان العلماء إلا في النيازك أو القنابل النووية.

النمط نادر للغاية يأتي من تسخين الرمال حتى أكثر من 1700 درجة مئوية.

وقد اعتقد العلماء لسنوات طويلة أنه لا يمكن أن يوجد ما يُسمى “شبه البلورة” في الطبيعة، إذ كان يتم تقسيم المواد الصلبة الشفافة إلى متبلورة أو غير متبلورة، فبدءًا من ملح الطعام إلى الماس فإن طبيعة المواد الصلبة البلورية تأتي في نمط منتظم ومتكرر.

أما النمط الذي يكون عشوائيًا مثل الزجاج فلا يُصنَّف على أنه بلورات، في حين جاء اكتشاف شبه البلورات في الثمانينات ليُشكِّل صدمة للعلماء، إذ أن تكوينها جاء في نمط منتظم ولكنه لا يتكرر مطلقًا.

وقد ارتبطت شبه البلورات عادة بوجود النيازك حيث التأثيرات المتباينة فائقة السُرعة من حرارة وضوء وغيرها قادرة على تشكيل هذا العنصر النادر في الطبيعة، إلا أن اكتشاف الفلجوريت مؤخرًا في ولاية نبراسكا فتح أذهان العلماء على طرق أخرى لتشكيل شبه البلورات مثل التفريغ الكهربائي، فقد جاءت شبه البلورة الحديثة مع تناظر يبلغ 12 ضعفًا ما يوجد في البلورات العادية.

فالبرق يعتبر أحد أهم القوى في الطبيعة ويضرب بسرعة قصوى مع قدرة على تسخين الهواء الذي يمر عبره بمقدار 5 أضعاف درجة حرارة سطح الشمس، لذا عندما يصطدم بالرمال فإن لديه قدرة على إذابتها تاركًا ورائه تشكيلات غاية في الندرة، ولكن لا يبدو أن البرق فقط هو المسؤول عن تشكيل هذا العنصر النادر.

إذ أعلن العلماء أنه لتشكيل شبه البلورة بهذا الشكل لابد من تسخين الرمال لدرجة 1710 درجة مئوية، ويبدو أن التمازج بين البرق وصعق الكهرباء أدى لتشكيل شبه البلورة بهذه الطريقة النادرة.

وعلى الرغم من ظهور شبه بلورات أخرى على كوكب الأرض مثل التي تم تشكيلها خلال اختبار القنبلة النووية عام 1945 إلا أن شبه بلورة الفولجوريت بيّنت أنه يمكن أن تظهر أماكن أخرى على سطح الأرض تكون مرّت بظروف خاصة للغاية جمعت بها بين الحرارة والسرعة والإضاءة القوية.

وأثار هذا الاكتشاف تساؤلات العلماء بشأن التكوين المبكر للمادة في النظام الشمسي وهل لعب التفريغ الكهربائي دورًا في الأمر، بل هل يمكن تكوين شبه البلورات في المختبر بتوفير الظروف المُشابهة أم لا.

المصدر : اراجيك

إعلان

اترك هنا تعليقك وشاركنا رأيك