الإثنين, يونيو 2, 2025
الرئيسية الأخبار قرار مؤلم جديد لواشنطن صادر عن كولومبيا
قرار جديد مؤلم لواشنطن من كولومبيا

قرار مؤلم جديد لواشنطن صادر عن كولومبيا

12
0
إعلان


مع اقتراب نهاية فترة رئاسة غوستافو بيترو، يسعى لتعزيز قرارات استراتيجية كبرى، أبرزها انضمامه لمبادرة “الحزام والطريق” خلال منتدى الصين-سيلاك. هذا القرار يمثل تحديًا لواشنطن، حيث هددت الولايات المتحدة برفض دعم كولومبيا وقطع القروض المرتبطة بالمشاريع الصينية. تشير التحذيرات إلى تهديد للأمن الإقليمي، مع تزايد انضمام دول أمريكية لاتينية لمبادرة الصين. القائد بيترو يدعم استقلالية الدول في اختيار حلفائها، بينما تعكس سياسات الصين تأثيرًا متزايدًا في المنطقة. تُظهر المعلومات تنامي العلاقات الماليةية الصينية مع بلدان أمريكا اللاتينية، في ظل تصاعد التوترات مع الولايات المتحدة.

مع اقتراب انتهاء فترة رئاسة القائد الكولومبي غوستافو بيترو، يواصل الزخم لتوقيع سنوات جديدة من القرارات الاستراتيجية، مما يؤكد أن حقبته تُعتبر كاستمرار للتصدّع في العلاقات الكولومبية-الأميركية التي تمتد على مدى قرن ونصف. وهو يستعد الآن للعودة إلى الحياة السياسية مع انتخابات قريبة، حيث تبدأ دلائل انتهاء حقبته بالوضوح.

إعلان

من بين هذه القرارات، ما قام به القائد في الاجتماع الوزاري الرابع لمنتدى الصين-سيلاك (مجموعة دول أميركا اللاتينية والكاريبي) الذي عُقد في بكين منتصف هذا الفترة الحالية، حيث وقّع رسمياً على انضمام بلاده لمبادرة “طريق الحرير الجديدة” والمعروفة أيضًا باسم “الحزام والطريق”.

وقد جاء هذا القرار معبرًا عن تحدٍ واضح لواشنطن، حيث دعاها بشكل مباشر للتعامل مع كولومبيا كشريك على أساس “الند للند”.

رد البيت الأبيض سريعًا عبر تغريدة من مكتب شؤون نصف الكرة الغربي، حيث هددت الولايات المتحدة بعدم تقديم أي دعم مستقبلي لكولومبيا، مع التهديد بتعطيل تنويع السلطة التنفيذية الكولومبية من القروض المتبقية من المؤسسات المالية الدولية والإقليمية، في حال كانت هذه القروض مرتبطة بالمشاريع التنموية التي تتولى الصين الإشراف عليها. ولفتت التغريدة إلى أن فتح أبواب كولومبيا للصين بهذه الطريقة “يهدد أمن المنطقة”.

آخر تحديثات الأخبار تيليجرامع

ولم يقتصر التحذير على كولومبيا، بل شمل أيضًا تشيلي والأرجنتين وأوروجواي وبيرو والإكوادور والبرازيل، حيث صرحت بأن الأموال الأمريكية للضرائب لا يجب أن تُستخدم لدعم الشركات الصينية في أكثر من نصف الكرة الأرضية. ومن الجدير بالذكر أن عدد الدول اللاتينية في مبادرة “الحزام والطريق” وصل إلى 21 دولة حتى الآن.

يعتبر الانضمام الرسمي لكولومبيا إذاً لهذا المشروع الصيني بمثابة “الصفعة الثانية” التي توجهها واشنطن بعد أن سمح بيترو بطلب دخول الطائرات العسكرية المحملة بالمهاجرين غير النظام الحاكميين، التي أرسلتها إدارة ترامب في يناير الماضي كجزء من برنامج الترحيل القسري.

في ذلك الوقت، لفت ماوريسيو كاروني، المبعوث الخاص للرئيس ترامب إلى البلدان اللاتينية، إلى فرض عقوبات على كولومبيا، نحو ما تراجعت عنه واشنطن بسرعة. ويعود الآن ليثير الرأي السنة ضد بيترو عبر التهديد بالتوقف عن استيراد القهوة والزهور الكولومبية لصالح الإكوادور.

دعمت تلك التهديدات خطاب المعارضة، إلا أن التعريفات الجمركية القاسية التي فرضها القائد الأمريكي على معظم الواردات قد أثرت سلبًا على فعالية ذلك الخطاب، خاصةً مع ترحيب الصين بالمنتجات الكولومبية وتحذيرها بالمزيد من التعاون في التجارة والبنية التحتية والطاقة والذكاء الاصطناعي.

وقد تعهد القائد الصيني خلال المنتدى بتقديم قرض بقيمة 66 مليار يوان (9.2 مليار دولار) للدول العشر المشاركة، في خطوة لتعزيز التنمية.

جاءت خطابات قادة الدول المؤتية، ومن بينهم رؤساء البرازيل وتشيلي وكولومبيا، لتؤكد على أهمية استقلالية قراراتهم بشكل حر دون التأثير من أي قوى خارجية، في انتقاد ساخر للممارسات الأمريكية المتعالية.

علق القائد بيترو قائلاً: “الأساليب التي تتبعها بعض الدول لأهداف أحادية لا تصب في مصلحة العالم، ويجب على الجميع التعاون لمواجهة ذلك”، في إشارة واضحة للإدارة الأمريكية.

ورغم الدوافع التي تقف وراء “تمرد” معظم دول المنطقة ضد التهديدات الأمريكية، فإن الاستقلال عن قبضة الولايات المتحدة بات حقيقة واضحة تتجلى في الأرقام على مدى العقدين الماضيين.

نجحت الصين خلال هذه الفترة في التفوق على الولايات المتحدة كأول شريك اقتصادي لثلثي بلدان النصف الجنوبي من القارة، بما في ذلك الأرجنتين تحت حكم اليمين المتطرف.

أما كولومبيا، التي سعت بشكل محتشم لتعزيز علاقاتها مع الصين خلال فترة القائد السابق إيفان دوكي، فقد اتخذت الآن قرارات سريعة قد تؤثر سلباً على بيترو بعد انتهاء فترة رئاسته في صيف 2026.

يبدو للبعض أن انتكاسة الصين في بنما قبل شهرين قد دفعتها لهذا التعاون السريع، لكن الحقيقة أن الربط بين ميناء بوينافنتورا الواقع على المحيط الهادئ والموانئ الصينية قد تم قبل القرار الأمريكي.

يُذكر أن موقع كولومبيا جعلها نقطة جذب لطموحات الصين، إذ تمتد سواحلها على البحر الكاريبي والمحيط الهادئ، مما يجعل المسافة بين موانئها هي الأقصر مقارنة بالبلدان الجنوبية، في حال تنفيذ مشاريع سكك حديدية تربط شمال وغرب البلاد.

خلال السنوات العشرين الماضية، نجحت الصين في بناء علاقات اقتصادية قوية مع دول أمريكا اللاتينية والكاريبي عبر سياسة “الطويلة الأمد”، مما يجعل حجم تبادلها التجاري يصل إلى 500 مليار دولار بحلول نهاية السنة الجاري، بينما تواصل الولايات المتحدة نمطها التدخلاتي في الشؤون الداخلية لتلك الدول.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.


رابط المصدر

إعلان

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا