استئناف مصانع طحن الأسماك في حضرموت والمهرة يشعل الجدل: حماية الثروة السمكية أم إنقاذ أرزاق العمال؟
تشهد محافظتا حضرموت والمهرة جدلاً واسعاً حول قرار حكومة عدن السماح باستئناف مؤقت لعمل مصانع طحن مخلفات الأسماك حتى نهاية الموسم في أبريل 2025. القرار الذي اتخذ أواخر نوفمبر الماضي أثار انقساماً بين الصيادين والتجار، حيث يرى الصيادون أنه خطوة ضرورية لحماية مصدر رزقهم، بينما يعتبره التجار تهديداً للمخزون السمكي والبيئة البحرية.
خلفية القرار
بدأت الأزمة في أغسطس الماضي عندما أوقفت وزارة الثروة السمكية عمل مصانع طحن مخلفات الأسماك، مبررة ذلك بخطورة نشاطها على المخزون السمكي واستدامة الثروة السمكية. وقد استند القرار إلى شكاوى من متنفذين يرون أن هذه المصانع تشكل منافسة غير عادلة وتسبب استنزافاً للموارد البحرية.
في المقابل، اعتبر الصيادون أن هذا الإيقاف أدى إلى تلف كميات كبيرة من الأسماك، مما أثر على مصادر دخلهم، خصوصاً مع تراجع الفرص البديلة. بعد ضغوط متزايدة، قررت الحكومة السماح باستئناف عمل هذه المصانع بشكل مؤقت حتى نهاية الموسم.
موقف غرفة تجارة حضرموت
أبدت غرفة تجارة وصناعة حضرموت اعتراضها الشديد على قرار استئناف عمل مصانع طحن الأسماك. وأكدت في مذكرة موجهة إلى رئيس الوزراء أن هذا القرار سيؤدي إلى أضرار بالغة بالمخزون السمكي والأسواق المحلية.
وأوضحت الغرفة أن إيقاف المصانع في أغسطس كان له تأثير إيجابي على وفرة الأسماك، خصوصاً أسماك السردين، التي تعد غذاءً أساسياً للأسماك ذات القيمة الاقتصادية العالية. كما ساهم القرار في استقرار الأسعار وحماية الأمن الغذائي.
الأضرار البيئية والاقتصادية
تتهم غرفة تجارة حضرموت مصانع طحن الأسماك بأنها تعمل على طحن الأسماك ذاتها بدلاً من استخدام مخلفاتها، مما يهدد الأمن الغذائي ويؤثر سلباً على النظام البيئي البحري. وأكدت الغرفة ضرورة أن تكون هذه المصانع جزءاً من مشاريع متكاملة لا تؤدي إلى استنزاف الثروة السمكية.
من جهة أخرى، يرى العاملون في هذا القطاع أن قرار الإيقاف السابق تسبب في أزمة معيشية واقتصادية حادة، حيث فقد مئات العمال وظائفهم، ما أدى إلى زيادة الأعباء المعيشية على أسرهم.
بين الحماية والاستثمار
يبدو أن التحدي الأكبر يكمن في إيجاد توازن بين حماية الموارد السمكية واستدامتها، وبين تشجيع الاستثمار وتوفير فرص العمل. ومع استمرار الجدل حول هذا الملف، تبقى الحاجة ماسة إلى حلول متوازنة تأخذ بعين الاعتبار مصالح جميع الأطراف.
الخلاصة
يظل مستقبل مصانع طحن مخلفات الأسماك في حضرموت والمهرة موضع تساؤل، في ظل تضارب المصالح بين حماية المخزون السمكي وتأمين مصادر دخل للعاملين في هذا القطاع. ومع اقتراب موسم أبريل 2025، قد تكون هناك قرارات جديدة تحدد ملامح المرحلة المقبلة.