عشان ما تصابش بكورونا أنت مش محتاج قوات مسلحة ولا أقمار اصطناعية. حتى الفحوصات وسراير العناية المركزة مهياش الحاسمة في المواجهة..
حاجة واحدة وبسيطة:
اجلس في بيتك، ولو طلعت البس كمامة وابتعد عن كل شخص مترين. ولما ترجع اغسل ايدك ووجهك وراسك (يستحسن تتحمم). اللعبة تنتهي هنا.
الفيروس موجود في شخص ما. يعيش داخل هذا الشخص أقل من شهر ويتلاشى. إذا لم يتمكن الشخص من نقل الفيروس إليك سيموت وتنتهي قصته.
مثال:
في قرية صغيرة في إيطاليا قامت السلطات وفحصت ال٣ آلاف ساكن. لقت بينهم ٦٨ مصاب. عزلتهم وراقبتهم. فحصتهم بعد اسبوعين اختفى الفيروس من ٦١. عزلت السبعة الباقين كمان اسبوع . فحصتهم. اختفى الفيروس. تلاشى كليا. تحررت القرية.
أنت مصدق والا احلف لك؟
لنتخيل أن:
روبنسون كروزو، بعد تحطم سفينته، نزل إلى الجزيرة وهو يحمل الفيروس. إذا لم يلتق أحدا خلال ثلاثة أسابيع، ولم تتفاقم حالته، فإن الفيروس سيتلاشى
إذا التقى آخرين سينقل لهم الفيروس، وهم سينقلونه لركاب السفن، وإلى باقي العالم.
مثال حي:
مدينتنا بها ٦٠٠ ألف نسمة. أصيب أحد سكانها في النمسا ثم نقل المرض لأقل من عشرة. عندما كانت الحالات قد وصلت المائة أغلقت المدينة وجمدت كل الحياة، وأغلقت المدارس والمطاعم والأسواق إلخ. تصاعد الفيروس ببطء شديد لأنه مش ملاقي المسافات المناسبة للقفز، حتى وصل إلى قرابة ٨٠٠ حالة. الصرامة والالتزام حققت التالي:
حركة الفيروس صارت أبطأ من معدل التشافي. وهكذا كان يصيب شخصا في فترة زمنية يكون فيها ١٠ قد تعافوا وأصبحوا خاليين من الفيروس.
نزلت الحالات إلى ٢٥ حالة، الآن. لقد اندحر ببساطة
مش محتاجة معجزة ولا صواريخ. فقط اقطع الطريق عليه من خلال المسافة.
استعددنا في مستشفانا (أربعة مراكز بإدارة واحدة) بحوالي ٥٠ جهاز تنفس، ومئات الأسرة. جمدنا كل الشغل واستنينا كورونا. جهزنا في كل فرع وحدة عزل، ودخلنا ضمن شبكة العناية المركزة في عموم ألمانيا. في النهاية، خلال عشرة أسابيع، استقبلنا ٤٥ حالة توفيت منها أربع حالات، ثمانية لا يزالون تحت العلاج، الباقون تعافوا. فضلت كل سرايرنا وأجهزتنا فاضية. لأنها مش لعبة سراير ولا اسطوانات أوكسيجين
لم نفعل شيئا سوى التباعد، المسافات، وقبلها الاعتراف بالمشكلة. مش أكثر.
ممكن أرغي معكم عن سراير العناية المركزة والرئة الاصطناعية إلخ. في آخر الأمر يموت ٥٠% على الرئة الاصطناعية، و٨٠% على التنفس الاصطناعي.
بمعنى:
مهياش لعبة تكنولوجيا، ولا حتى معركة دول. هي لعبة اجتماعية ومنازلة فردية، الحكومة تقدم نصائح ومنظومة تتبع. برضه مش لغز كبير.
الحكاية: لا تخليش الفيروس ينط عليك لأنه يمكن يفشخك، او يمكن تفشخه، انت وحظوظك. مش لازم تدخل في لعبة حظوظ، لأنه فعلا يخبئ بداخله طاقة قد تصبح فجأة مدمرة؟
ملهاش حل آخر غير المسافة . ولا في أي نصيحة ذهبية أخرى. هو محتاج متر واحد بس عشان يوصل لك. لا تمنحه المتر
المصدر: صفحة الصحفي مروان الغفوري على facebook (م.غ.)