فاز مرشح التيار المحافظ كارول ناوروتسكي بالاستحقاق الديمقراطي الرئاسية في بولندا بفارق ضئيل عن الليبرالي رافال تشاسكوفسكي، حيث حصل على 50.89% مقابل 49.11%. يمثل هذا الفوز تحديًا للحكومة المؤيدة لأوروبا، مما قد يعوق برامج العمل الحكومية المتعلقة بقضايا حساسة مثل الإجهاض وحقوق المثليين، ويثير التوترات مع بروكسل. كما أن ناوروتسكي، المعروف بانتقاداته لخطط أوكرانيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، قد يحد من الدعم للاجئين الأوكرانيين ويعزز مكانة حزب القانون والعدالة. الاستحقاق الديمقراطي تعكس انقسامًا كبيرًا في المواطنون البولندي حول السياسات الداخلية والعلاقات الدولية.
أظهرت النتائج الرسمية في بولندا -صباح اليوم الاثنين- فوز مرشح التيار المحافظ كارول ناوروتسكي في الاستحقاق الديمقراطي الرئاسية بفارق ضئيل عن رئيس بلدية وارسو الليبرالي رافال تشاسكوفسكي، مما يشكل ضربة قوية للحكومة الحالية المؤيدة لأوروبا.
تفيد بيانات اللجنة الانتخابية الوطنية أن ناوروتسكي حصل على 50.89% من الأصوات مقابل 49.11% لمنافسه في جولة الإعادة الثانية من الاستحقاق الديمقراطي التي اقيمت أمس.
تظهر النتائج حالة الاستقطاب المسجلة في هذا البلد العضو بالاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو).
كانت كافة استطلاعات الرأي -التي سبقت تصويت الأحد- قد لفتت إلى فارق ضئيل للغاية بين المرشحين منذ الجولة الأولى من التصويت في 18 مايو/أيار.
في بولندا، يتولى القائد منصبه لمدة 5 سنوات، ويملك صلاحيات واسعة تشمل تمثيل البلاد في الخارج، ورسم الإستراتيجية الخارجية، وتعيين رئيس الوزراء وأعضاء السلطة التنفيذية، ويكون القائد الأعلى للقوات المسلحة في حال اندلاع حرب.

قضايا حساسة
من المتوقع أن يؤثر فوز ناوروتسكي على البرنامج الحكومي بشأن الإجهاض وحقوق المثليين، وقد يؤجج التوترات مع بروكسل بشأن قضايا سيادة القانون.
كما يمكن أن يؤثر انتصاره سلبًا على العلاقات الوثيقة مع أوكرانيا، كونه ناوروتسكي من منتقدي خطط كييف للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي ويريد تقليل المساعدات للاجئين الأوكرانيين.
من ناحية أخرى، سيعزز الفوز موقع حزب القانون والعدالة الشعبوي الذي حكم بولندا من 2015 إلى 2023، وقد يؤدي إلى تنظيم انتخابات نيابية جديدة.
يدعو العديد من مؤيدي ناوروتسكي إلى تشريعات أكثر صرامة فيما يتعلق بالهجرة، ويدعمون الحفاظ على سيادة أكبر للبلاد داخل الاتحاد الأوروبي.
جدير بالذكر أن ناوروتسكي زار البيت الأبيض خلال حملته الانتخابية حيث أبلغه القائد الأميركي دونالد ترامب قائلاً: “سوف تفوز”.
كما حصل على تأييد وزيرة الاستقرار الداخلي الأميركية كريستي نويم خلال مشاركتها في مؤتمر للمحافظين في بولندا الإسبوع الماضي، حيث قالت: “يجب أن يكون القائد المقبل”.

“صدام حضارات”
اعتبرت الخبيرة السياسية آنا ماتيرسكا سوسنوفسكا أن الاستحقاق الديمقراطي تمثل “صدام حضارات حقيقي” نظراً للاختلافات الكبيرة في السياسات بين المرشحين.
يدعو العديد من ناخبي تشاسكوفسكي إلى تكامل أكبر داخل الاتحاد الأوروبي، وتسريع الإصلاحات الاجتماعية في البلاد التي تشهد نمواً اقتصادياً ملحوظاً.
تتابع أوكرانيا هذه الاستحقاق الديمقراطي عن كثب، حيث تسعى لتعزيز الدعم الدبلوماسي الدولي في مفاوضاتها الصعبة مع روسيا.
يعارض ناوروتسكي -المعجب بترامب- انضمام كييف إلى حلف شمال الأطلسي، ويدعو إلى فرض قيود على الامتيازات الممنوحة لحوالي مليون لاجئ أوكراني في بولندا.
خلال الساعات الأخيرة من حملته -الجمعة- قام ناوروتسكي بزيارة نصب تذكاري للبولنديين الذين قُتلوا على يد قوميين أوكرانيين خلال الحرب العالمية الثانية.