شاشوف، أخبار وتقارير: تعد قصة مشروع مطار صنعاء الدولي الجديد ضمن العديد من القصص المثيرة للجدل في عالم البنية التحتية. فقد تم انفاق ما يقرب من 500 مليون دولار على هذا المشروع، الذي كان من المفترض أن يتم تشغيله في عام 2008. ومع ذلك، انتهى الأمر بمجرد إنجاز المبنى فقط، وظهرت فيه العديد من الأخطاء والمشاكل التقنية.
واذا أخذنا في الاعتبار قيمة البناء الفعلية للمطار، فإنها لا تتجاوز حتى 10 ملايين دولار، مما يثير تساؤلات حول تبديد الأموال العامة في هذا المشروع. ولجعل الأمور أسوأ، قامت الشركة الصينية المسؤولة عن المشروع بالفرار، مما تسبب في توقف المشروع وترك السلطات المحلية في حيرة من أمرها.
للتغلب على هذه المشكلة، تقدمت الحكومة بطلب للحصول على قرض بقيمة 500 مليون دولار من جهة أخرى، بهدف استكمال المشروع. وما يثير السخرية هو أن الحكومة قررت في النهاية إصلاح المطار القديم وتوسيعه بتكلفة لا تتجاوز عدة ملايين من الدولارات في عام 2014، مما يجعل التساؤلات تتكاثر بشأن سبب استمرار المشروع الجديد لمدة 16 عامًا دون تحقيق أي تقدم يُذكر.
بنفس المبلغ تقريباً، تم التوقيع على اتفاقية بين الحكومة الإثيوبية وهيئة الطرق الإثيوبية لبناء ثمانية طرق معبدة بتكلفة مماثلة لمشروع مطار صنعاء الدولي الجديد. ويبلغ الطول الإجمالي لهذه المشاريع الثمانية 740 كيلومترًا، وتربط إثيوبيا بالصومال والسودان وكينيا وإريتريا. تم تنفيذ هذه الطرق وفقًا للمواصفات الدولية، مما يبرز الأهمية الكبيرة للقيم وسلطة القانون وقوة الإرادة في نجاح أي مشروع.
تثير هذه القصة تساؤلات حول ضرورة تعزيز الرقابة والشفافية في إدارة المشاريع العامة، وضرورة وضع آليات فعالة لمكافحة الفساد وضمان تحقيق النتائج المرجوة. كما تسلط الضوء على أهمية توفير القيادة القوية والإدارة الفعالة في المشاريع الحكومية، بالإضافة إلى توفير القدرات الفنية والاستشارية المناسبة لضمان تنفيذ المشاريع بنجاح.
في النهاية، يتضح أن كمية المال المنفق ليست العامل الحاسم في نجاح المشاريع العامة، بل كمية القيم والقوة القانونية والإرادة الحكومية والإدارة الفعالة هي المحددات الأساسية لتحقيق النجاح والتقدم.
يقول البروفيسور ايوب الحمادي: “انتهى المشروع سع الآثار والالغاز حتى لايمكن تحصل على معلومة حقيقية ولم نعرف من هو وراء الفساد والخلل في هذا المشروع واين ذهبت ال ٥٠٠ مليون التي اعتمدوها للمشروع .”
مصدر المقال الإخباري: معلومات قدمها البروفيسور أيوب الحمادي فله الشكر.