عيد الأضحى في اليمن: رسائل سياسية مشحونة وغياب لافت في ظل مخاوف من عودة الحرب
شهدت احتفالات عيد الأضحى المبارك في اليمن هذا العام، أجواءً مشحونة بالرسائل السياسية والعسكرية والاجتماعية، عكست حالة الانقسام والتجاذب التي تعيشها البلاد. فبينما اختار رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، العودة إلى العاصمة المؤقتة عدن للاحتفال بالعيد بحضور القيادي الجنوبي عيدروس الزبيدي، اتجه رئيس المجلس السياسي الأعلى التابع للحوثيين إلى مديرية أرحب شمالي صنعاء، في خطوة تعكس حالة الاستقطاب السياسي الحادة.
وفي ظل هذا التجاذب السياسي، لوحظ غياب لافت لرئيس الوزراء أحمد عوض بن مبارك عن المشهد الاحتفالي في البلاد بسببه توجهه الى المملكة العربية السعودية، ما أثار تساؤلات حول دلالات هذا الغياب وتداعياته على المشهد السياسي المضطرب.
وتوزع كبار المسؤولين الحكوميين على أبرز المدن للمشاركة في احتفالات العيد، في خطوة تعكس حالة الانقسام الجغرافي والسياسي التي تعيشها البلاد. فبينما احتفل العليمي والزبيدي في عدن، احتفل سلطان العرادة في محافظة مأرب، وطارق محمد صالح في مدينة الخوخة.
وفي خطابه بمناسبة العيد، دعا العليمي إلى “توحيد الصفوف والتسامي فوق الجراح وإعادة لملمة أوصال البلاد التي مزقتها سنوات الانقلاب والحرب”. وأكد على ضرورة “استئناف دورة الحياة والتنمية التي أوقفتها جماعة الحوثي”.
تأتي هذه الرسائل السياسية المتبادلة في ظل مخاوف متزايدة من عودة الحرب، خاصة مع تصاعد حدة التوتر بين الأطراف المتصارعة. وتثير هذه المخاوف قلقاً بالغاً لدى المواطنين الذين يتطلعون إلى عيد آمن ومستقر، بعيداً عن شبح الحرب والعنف.