نشر القائد الأمريكي دونالد ترامب نحو ألفي جندي من الحرس الوطني في لوس أنجلوس، رغم عدم طلب السلطات المحلية لذلك، بعد احتجاجات ضد مداهمات الهجرة الفيدرالية. المتظاهرون، معظمهم من الجالية اللاتينية، واجهوا الشرطة بعنف، مما أدى إلى اعتقالات. الاحتجاجات اندلعت بعد اعتقالات شملت المدارس والمنازل. ترامب برر إرسال القوات لحماية النطاق الجغرافي، بينما وصف حاكم كاليفورنيا ذلك بأنه “غير قانوني”. الهجمات تزيد من التوترات قبل الاستحقاق الديمقراطي الرئاسية 2025، ورفع المحتجون شعارات ضد سياسات الهجرة. المدينة تجذب الانتباه كمنطقة صراع سياسي حول الهوية الأمريكية.
في خطوة غير متوقعة، صرح القائد الأميركي دونالد ترامب عن نشر حوالي ألفي جندي من الحرس الوطني في لوس أنجلوس بكاليفورنيا، رغم عدم وجود طلب من السلطات المحلية للحصول على دعم إضافي، وذلك عقب يومين من مظاهرات كبيرة ضد عمليات المداهمة التي تقودها إدارة الهجرة الفيدرالية.

كان المتظاهرون، أغلبهم من الفئة الناشئة وأبناء الجالية اللاتينية، يحملون الأعلام المكسيكية ويهتفون ضد سياسات ترامب التي يعتبرونها “عنصرية”، بينما تعاملت الشرطة مع الاحتجاجات بعنف في بعض المواقع، مما أدى إلى اعتقال العشرات.

وانطلقت الاحتجاجات بعد سلسلة من المداهمات المكثفة التي نفذتها قوات تنفيذ الهجرة الفيدرالية (ICE) في الأحياء ذات الكثافة اللاتينية، حيث استُهدفت العائلات والعمال غير المسجلين. وتفيد منظمات حقوقية بأن الحملة شملت انتهاكات، منها تفتيش المنازل من دون أوامر قضائية واعتقالات تعسفية.

وفي خطوة أثارت جدلاً سياسياً وقانونياً، صرح ترامب في مساء يوم الأحد 8 يونيو/حزيران عن نشر قوات الحرس الوطني، قائلاً في تغريدة: “لا يمكننا السماح بالفوضى في شوارع أميركا. كاليفورنيا ترفض التعاون، لذا سأفعل ما يلزم لحماية حدودنا”.

لكن حاكم كاليفورنيا، غافن نيوسوم، رد بأن “هذه خطوة غير قانونية واستفزازية”، مشدداً على أن الولاية لم تطلب الدعم العسكري، وأن الشرطة المحلية قادرة على السيطرة على الأوضاع.

في يوم 9 يونيو/حزيران، استمرت الاحتجاجات على الرغم من وجود القوات الفيدرالية، حيث أغلقت مجموعات من المتظاهرين الطرق القائدية ورفعوا لافتات مكتوب عليها “لا لترحيل العائلات”، بينما انتشرت دعوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي لمقاطعة العمل.

تعود أسباب التوتر إلى سياسات ترامب الصارمة في مجال الهجرة منذ بداية ولايته، التي تشمل بناء الجدار النطاق الجغرافيي وتوسيع صلاحيات “ICE”.

ومع اقتراب الاستحقاق الديمقراطي الرئاسية 2025، لاحظ مراقبون أن ترامب يعيد إحياء هذه القضية لتعزيز تأييد قاعدته الشعبية.

بينما تتزايد الدعوات بين الديمقراطيين للإصلاح في نظام الهجرة وإلغاء “ICE”، يأنذر الخبراء من أن المزيد من التصعيد العسكري قد يؤدي إلى تفاقم الوضع.

ومع ذلك، تترقب لوس أنجلوس بقلق ما قد يحدث في الليل، بينما تتحول المدينة إلى ساحة جديدة للصراع السياسي حول الهوية الأميركية.