تقع مدينة صنعاء، عاصمة اليمن، في قلب وادي ضيق تحيط به الجبال من كل جانب، مما يجعلها عرضة للسيول المفاجئة خلال موسم الأمطار. تتدفق سائلة صنعاء، وهي مجرى مائي طبيعي، وسط المدينة، محملة بكميات كبيرة من المياه المتدفقة من الجبال المحيطة. وعلى الرغم من أن السائلة والسدود المقامة عليها تمكنت من تصريف السيول خلال السنوات الماضية دون وقوع أضرار جسيمة، إلا أن الخطر لا يزال قائماً، خاصة مع التغيرات المناخية المتسارعة التي قد تؤدي إلى زيادة حدة الأمطار وكميتها.
مقارنة مع درنة الليبية:
تشابه حالة صنعاء مع ما حدث في مدينة درنة الليبية، حيث أدت السيول الجارفة إلى دمار هائل وخسائر فادحة في الأرواح والممتلكات. هذا التشابه يثير القلق بشأن ما قد يحدث في صنعاء إذا تعرضت لسيول مشابهة في القوة.
التهديدات المحتملة:
- عدم كفاية سعة السائلة: قد يؤدي ارتفاع منسوب المياه في السائلة إلى تجاوز قدرتها الاستيعابية، مما يتسبب في فيضان المياه إلى الشوارع المجاورة وتغرق المناطق المنخفضة.
- نحر التربة: على الرغم من أن أرضية وجدران السائلة مصنوعة من الخرسانة المسلحة، إلا أن هناك مخاوف من أن تتسبب المياه الجارفة في نحر التربة تحت أساسات المباني، خاصة المباني القديمة والضعيفة.
- الأضرار المادية: قد تتسبب السيول في أضرار جسيمة للمباني والمحلات التجارية والسيارات والبنية التحتية بشكل عام.
الحلول المقترحة:
- التخطيط الاستباقي: يجب على الجهات المختصة وضع خطط طوارئ شاملة للتعامل مع السيول، وتحديد المناطق الأكثر عرضة للخطر، وتوفير الإمدادات اللازمة لإجلاء السكان في حالة الطوارئ.
- صيانة السدود: يجب إجراء صيانة دورية للسدود للتأكد من سلامتها وقدرتها على تحمل الضغط.
- توسيع السائلة: قد يكون من الضروري توسيع السائلة لزيادة قدرتها الاستيعابية، مع الحرص على عدم التأثير على البنية التحتية المحيطة.
- توعية السكان: يجب توعية السكان بأخطار السيول وكيفية التعامل معها، وتشجيعهم على اتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية أنفسهم وممتلكاتهم.
الخلاصة:
إن خطر السيول على مدينة صنعاء حقيقي وواضح، ويجب التعامل معه بجدية وحزم. يجب على جميع الجهات المعنية التعاون من أجل وضع الحلول المناسبة لحماية المدينة وسكانها من هذه الكارثة المحتملة.