إعلان

قبل سنة ، نقلت صديق لي لأحد مستشفيات البصرة بحالة مرضية صعبة جدا ، والتحاليل الأولى كانت ( ورم سرطاني ) .

اسودت الدنيا في وجهي ، مش قادر اكلم صاحبي ، ومش عارف كيف اتصرف ، اكتفيت بالبكاء سريعا قبل العودة لصديقي .

إعلان

سألني ساعتها ، ها كيف ؟ قلت بخير ! الدنيا سلامات ، بس فحوصات أخرى وزراعة انسجة ، وان شاء الله الأمور زي الفل . كان معي حينها الدكتور ياسر المُلاَّك ، أحد أبناء البصرة ، تعرفنا عليه في المدينة ، وما فارقنا لحظة ، شافني مصدوم ، هدأني وقال استهدي بالله ، ربنا كريم ، ان شاء الله باقي الفحوصات والزراعة تطلع عكس الأشعة . باختصر القصة ، المشفى والأشعة ، والدواء ، وكل شي تقريبا مجانا ، دفعنا رسوم بسيطة جدا في مشفى خاص من أفضل المستشفيات والسبب ( هذيلا خطار ) يعني ضيوف من اليمن . آخر شيئ كان الفحص الزراعي ، وعملناه وكانت الرسوم قرابة ، ٢٠٠ دولار ، لما رجعنا استلمنا النتيجة ، دفعت الفلوس ، الدكتورة سمعت نقاشي مع الممرض ، وشوية نادت عليه قالت : ( هذيلا خطار ) رجع لهم الفلوس ، دخلت لعندها شكرتها ، قلت الأمور طيبة ، تفاجأت اني محلل برنامج المجلس وحلفت يمين ما تأخذ الفلوس ، وطمنتنا على النتيجة والفحوصات ، ورحبت بنا في بلدها مرة ثاني وغادرنا .

رجعنا المشفى ، اخذنا الدواء ، التشخيص في اليمن كان خطأ لسبب الحالة المرضية ، وسبب لصديقي تقرحات ، تطورت إلى ورم ، وخلايا متسرطنة كان ممكن تتحول الى ورم خبيث . بعد الدواء ، الحمد لله صاحبي مثل الربح يتقفز ، بخير وعافية ، وقلبي لا زال يحمل الكثير لهذه المدينة وأهلها وكل من يعيش على تراب العراق بشكل عام .

أجلت الكتابة عن الموضوع من سنة ، لليوم ، وقت رجعت لشط العرب واسترجعت كل ذكريات اليوم الأسوأ بحياتي ، ساعة ابلاغي بمرض صاحبي ، وكيف تعاملوا معنا الناس هناك ، من أصغر موظف إلى أكبر موظف هناك .

أحمل لهذي المدينة الكثير من الود ، وفي خبايا الرحلة تفاصيل ان سمح الوقت بإذن الله اسردها في القريب العاجل ، فلا تلوموني في حبها

إعلان

اترك هنا تعليقك وشاركنا رأيك