أ. سامح شكري: تذكير
كانت الملاحة في البحر الأحمر تسير بشكل طبيعي، وعندما منع اليمنيون سفن إسرائيل استمرت الملاحة أيضا بشكل طبيعي، ولم تتوقف أو تتهدد خطوط التجارة الدولية..
لكن عندما تدخلت أمريكا وبريطانيا في الهجوم على اليمن وادعاء قدرتها على حماية سفن إسرائيل، واتخذت قرارا بعسكرة البحر الأحمر ورهن مرور سفن إسرائيل ببقية الشركات هنا تغير الوضع..
1- أكثر من نصف التجارة في البحرين الأحمر والعربي توقفت
2- دخلت سفن بريطانيا وأمريكا على قوائم المنع
3- تم استهداف القطع البحرية الأمريكية والإنجليزية وانشغلت بنفسها في ظل حالة طوارئ دائمة..
4- غرقت السفينة البريطانية التجارية “روبيمار” واليوم تتعرض سفينة أمريكية للغرق بعد ضربها وفقدان طاقمها منذ قليل..
التاريخ يشهد أن أمريكا قامت بواحدة من أفشل معارك التاريخ وهي حارس الازدهار وفشلها السريع يكمن في عدم دراسة موازين القوى الجديدة في الشرق الأوسط، وإهمال الغرب الدراسات الشرقية وتفضيلهم التعامل مع العرب فقط بالسلاح..
أمام أمريكا فرصة للخروج المشرف من معركة حارس الازدهار ،وهي ملزمة بالآتي:
1- إما تجبر إسرائيل على وقف الإبادة الجماعية وفتخ المعابر وإنهاء العدوان على غزة
2- التواصل مع اليمنيين والحوار معهم مباشرة دون وسيط، فالتفاوض عبر وسطاء أو ضغوط يقلل من عامل الثقة ويضعف فرص نجاحه..
3- الكف عن استخدام الحرب الأهلية والطائفية باليمن كسلاح وفزاعة يبتزون به الشعب اليمني لإجباره على وقف استهداف السفن..
4- التواصل مع الرباعي (مصر + السعودية + عُمان + إيران) وعقد خطة عمل لإعادة الهدوء لباب المندب، وهذا الرباعي بالذات هو القادر على إنهاء الاضطرابات..
5- مغادرة الأساطيل التي جاءت إلى باب المندب، وطرح خطة انسحاب على مراحل زمنية بالتوازي مع إنهاء الحرب في غزة، فبقاء هذه الأساطيل هناك أصبح مُزحة وفي البداية لم يكن له معنى سوى اشتعال المضيق..
6- البدء في التواصل مع الشعب اليمني دون وسيط، وبدء الغرب لعقد دراسات علمية جادة لمعرفة شعب اليمن (تاريخ وثقافة وسياسية ودين واقتصاد)
الوقت ليس في صالح الأمريكيين والإنجليز، وكلما يمر الوقت دون حل لمشكلة باب المندب ستعاني أوروبا من موجات تضخم وارتفاع أسعار نتيجة لزيادة تكاليف الشحن، فضلا عن ابتزاز روسيا لهم في أوكرانيا بعد منع خطوط الغاز القطري المُسال من الوصول