إعلان

الحرب والهدنة في اليمن .. وجهان لعملة واحدة ..!!

‏لن أبالغ إذا قلت وبكل ثقة بأن الشعب اليمني يتعرض لأبشع معاناة إنسانية وأكبر عملية إبتزاز في التاريخ سواء خلال فترة الحرب أو في فترة الهدنة ، نتيجة تآمر بعض الأطراف الضالعة في الحرب عليه سواء الداخلية أو الخارجية ، وكأن الهدف من المتغيرات السياسية وما ترتب عنها من الحرب ، هو إنهاك الشعب اليمني والقضاء على كل آماله وتطلعاته في حياة هانئة ومستقبل أفضل كبقية الشعوب ، وما يؤكد ذلك أن غالبية الشعب اليمني اليوم أكبر طموحاته وتطلعاته تكمن في البقاء على قيد الحياة ، بعد أن تم تضييق الخناق عليه من كل إتجاه ، وبعد أن حرم من الحصول على أبسط الخدمات الضرورية ، وبعد أن قيدت كل حقوقه وصودرت كل حرياته ، تحت ذريعة الحرب وما أدراك ما الحرب ..!!

إعلان

‏الحرب التي صنعت امبراطوريات مالية واقتصادية خاصة ضخمة جداً ، على حساب معاناة ومآسي وأحزان وألآم الشعب ودموع الثكالى، الحرب التي صنعت كيانات حزبية وفئوية ومناطقية وطائفية خارج نطاق النظام والقانون ، وأضعفت دور مؤسسات الدولة الرسمية لتصبح هامشية ومستلبة وعاجزة ، الحرب التي صنعت جيوش حزبية ومليشاوية ومناطقية وطائفية ولاؤها لقياداتها وأحزابها وليس للوطن ، الحرب التي صنعت دويلات حزبية ومناطقية وطائفية متعددة هنا وهناك ، على حساب تمزيق الجغرافيا اليمنية الموحدة ، الحرب التي عبثت بالوظيفة العامة وبالمناصب الحكومية والرتب العسكرية الخاضعة للنظام والقانون والأولوية والخبرة والكفاءة ، وحولتها إلى وظائف ومناصب ورتب توزع وتوهب حسب الولاء الحزبي والطائفي والمناطقي ، الحرب التي حرمت أكثر من مليون موظف يمني من مرتباتهم وحقوقهم للسنة السابع على التوالي ، الحرب التي شوهت ودمرت كل شيء جميل في وطني ..!!

‏الحرب التي اتفقت أطرافها الداخلية والخارجية ، على مضاعفة وزيادة معاناة ومآسي الشعب اليمني ، فترى هذه الأطراف لا تتفق على شيئ مثل اتفاقها على تعميق ألام وأحزان الشعب اليمني ، فحتى عندما اتفقت على وقف الحرب وعقد فترة هدنة ، فقد حرصت كل الحرص على أن لا يستفيد الشعب اليمني من الهدنة بأي حال من الأحوال ، وبالفعل نجحت في ذلك نجاح كبير فها هي فترات الهدنة المتعاقبة تمر دون حدوث أي تحسن في ظروف واوضاع المواطن اليمني ، بل إنها تتجه نحو الأسوأ ونحو المزيد من المعاناة والمآسي ، وهو ما يؤكد بأن الهدنة لم تكن من أجل تخفيف المعاناة الانسانية كما تدعي الامم المتحدة والاطراف المشاركة في الحرب ، بل من أجل المتحاربين أنفسهم ..!!

عالم الطاقة في دوامة - أحدث التطورات والتحولات

عالم الطاقة في دوامة – أحدث التطورات والتحولات

0
يشهد سوق الطاقة العالمي تحولات متسارعة، مدفوعة بمجموعة من العوامل الجيوسياسية والاقتصادية. من ارتفاع أسعار الطاقة في أوروبا إلى تحركات الصين في سوق النفط،...

جدول المحتويات

‏كل ذلك يؤكد ما ذهبنا إليه في أول المقال وهو أن الشعب اليمني يتعرض لعملية إبتزاز مركبة وغير مسبوقة في التاريخ من جميع الأطراف ، فكل طرف يعمل على تقوية موقفه العسكري والاقتصادي والسياسي على حساب معاناة المواطن اليمني المنكوب والمكلوم ، فتراها لا تتوقف عن افتعال الازمات ورفع الاسعار ورفع فاتورة الخدمات الاساسية ومضاعفة الضرائب والجمارك والاتاوات، ورفع يدها عن واجباتها ومسئولياتها تجاه الشعب، وكل ذلك يساهم في زيادة معاناة المواطن وفي تحميله أعباء وتكاليف اضافية فوق طاقته وقدرته ، لتجعل من الحرب ذريعة لممارسة عملية ابتزازها للشعب ..!!

‏إن المتابع للمشهد اليمني سوف يصاب بالذهول والحزن من المواقف السلبية لبعض الاطراف الضالعة في الحرب اليمنية سواء الداخلية أو الخارجية وحتى الدولية والأممية تجاه الشعب اليمني ، فما تفرض عليه بعض الأطراف الحاكمة من سياسات اقتصادية ومن فواتير حكومية وضريبية وجمركية اضافية باهضة ، تفوق قدرته الاقتصادية ولا تضع أي اعتبار للوضع الاقتصادي المإساوي الذي يعيشه بسبب الحرب المستمرة للعام التاسع على التوالي ، يزيد من معاناته ومآسيه ، والعجيب في الأمر أن تلك الأطراف لا تقوم بمسئولياتها وواجباتها تجاه الشعب بحجة الحرب ، لكن عندما يتعلق الأمر بواجبات المواطن تجاهها تسقط تلك الحجة ، بل يتم مضاعفة واجباته تجاه السلطة بحجة الحرب ، لتصبح الحرب وسيلة ابتزاز مزدوجة ضد الشعب اليمني من بعض الأطراف المتصارعة ، فهي لا تقوم بواجباتها ومسئولياتها تجاهه بحجة الحرب ، وفي نفس الوقت تضاعف عليه الواجبات والرسوم المستحقة لها بحجة الحرب أيضاً ، كل ذلك يجعلنا نقول وبكل ثقة أن الشعب اليمني يتعرض لأبشع عملية ابتزاز في التاريخ من بعض الاطراف المتصارعة ، بمباركة ورضى المجتمع الدولي والأمم المتحدة ، كان الله في عونك يا شعب اليمن ..!

بقلم إبراهيم ناصر الجرفي ..

إعلان

اترك هنا تعليقك وشاركنا رأيك