سجال و حوار بين الإعلامي عادل الحسني في الشرعية اليمنية و محمد البخيتي ابرز الإعلاميين في جماعة أنصار الله (الحوثيين):
تنصحنا يا اخ عادل وكأنك صاحب القرار رغم انك لست سوى أداة للعدوان الذي لم يتوانا عن قمعك وقمع رفاقك مما اضطرك للفرار خارج اليمن وتحولك إلى ضحية، ولو أن نصيحتك خلت من التهديد لناقشناها معك.
لذلك لا بد ان الفت نظرك بإن حواري معك هو من أجل التوضيح وإقامة الحجة كما أفعل مع أي مواطن يمني، أما الحوار من أجل الحل فليس معك ولا مع هادي وإنما مع اسيادكم السعوديين لأن القرار ليس بيدكم.
موقفنا ثابت ولم يتغير منذ بداية العدوان حتى الآن ويقضي بوقف الحرب ورفع الحصار بشكل دائم وكامل، وما تغير هو موقف اسيادك الذين كانوا يرفضون السلام من حيث المبدأ ويراهنون على الحسم العسكري بعد ان أصبحت موازين القوى تميل لصالح اليمن، هذا فضلا عن تغير موقفكم من قادمون يا صنعاء إلى صامدون يا مأرب.
يا أخ عادل أنت شاهد عيان على ما فعله المحتل من ممارسات لا اخلاقية بحق عملائه الذين قاتلوا في صفه فكيف كانوا سيفعلون بمن وقف مع الوطن أو بحق المحايدين القاعدين في بيوتهم لو أنهم انتصروا ووصلت جحافلهم إلى صنعاء؟
ثم أتى رد الأخ عادل الحسني القيادي في المقاومة الجنوبية اليمنية:
الأخ محمد البخيتي:
في البداية نبارك لكم هدية غريفيت الجديدة، فهي ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، فقد أنقذكم المجتمع الدولي قبلها في الحديدة حين سقطت المدينة عسكرياً، ولم يفصل حمدي شكري ورفاقه سوى 4 كيلومترات عن تحرير الميناء وطردكم منه، ولكنَّها هدايا الإنقاذ التي يمنُّ بها الغرب على الطرف الذي يخدمه بقاؤه أكثر من انتهائه.
أدري أنك يا أخ محمد مغيب عن فهم كثير من الأمور، فأنت تتبع عقيدة الطاعة العمياء لسيدك الذي لا يريكم إلا ما يرى، فدعني أفسر لك الأمر بسهولة حتى تفهمه. الغرب يقرأ تاريخنا أكثر منَّا، ويعلم جيداً من فعلاً يشكل خطراً عليهم، ومن مجرد ينفخ بالونات إعلامية مليئة بالشعارات الرنانة، ولهذا نجده دوماً يقف إلى صف الأقليات في كل بلد إسلامي، واليمن ليس استثناءً من هذا. آمل أن تكون الفكرة وصلتك.
أما قولك بأنِّي لست في موطن القرار، فقد صدقت، ولم أزعم ذلك ولا أدعيه، ولكنها نصيحة خالصة لله قدمتها لكم، وهذا هو لسان حال السواد الأعظم من الشعب اليمني الذي سحقته الحرب العبثية ويريد الخلاص منها، والعيش بهدوء وسلام.
أما عن سيادة الوطن التي تدعون أنكم تحافظون عليها، فأنتم تحققون مقولة رمتني بدائها وانسلت، سيادة الوطن منزوعة في شماله وجنوبه، مشتتة بين صراع إيراني خليجي، بأدوات محلية.
نقف اليوم بين خيارين إما أن نقبل بإماميتكم وسيدكم، ونقبل طمس ثورة الـ 26 من سبتمبر، ونعود لزمن العبودية والديكتاتورية، أو نقف خلف شرعية مترهلة مسلوبة القرار، ولكنها تمثل الخيمة التي تحوي بداخلها مشروع وطن، وقد ارتأينا أن نحافظ على تلك الخيمة مع علمنا أن من يتربع فيها ليسوا بقدر مشروع الوطن، ولكن مصلحة الوطن تحتم علينا أن لا نسعى لهدمها بل الإصلاح من شأنها، فهي الخيمة الأخيرة للشعب التي لو سقطت ستدخل البلاد في شتات لا نهاية له، وقد تصبح أحداث الحاضر مجرد لعبة أمام المستقبل.
كونك تهكمت بي وبسجني و نفيي ثم اتهمتني بالعمالة فهذا تناقض عجيب، إن كنتُ حسب وصفك الدائم بأني عميل لدى التحالف الغادر؛ ما تعرضتُ للسجن والتعذيب، فلو وافقتهم بما يطلبون لكنتُ باقياً على أرضي آمناً على حياتي وأسرتي، ولعشتُ في نعيمهم كما يفعل عبيدهم هناك، ولكن يا بن البخيتي السجن في سبيل الوطن هو درب الشجعان الذين لا يقبلون الضيم والمذلة بأي ثمن كان.
في الأخير قد يسأل كل متابع لحواري وحوارك، إلى متى ما نحن فيه؟
الحقيقة أن طريقنا ودربنا واضح، فلن نقبل بوصاية إيرانية على شمال الوطن، ونرى صور الخميني وسليماني تغزو شوارع صنعاء العروبة العتيقة، ولن نقبل بالوصاية الخليجية على جنوب الوطن وترفرف أعلام الوصاية وصور بن زايد على أرصفة عدن ومناراتها، فنحن قوم ولاؤنا لله و لسنة رسول الله، ثم على درب ثورتي 26 سبتمبر و 14 أكتوبر، وهمنا ماذا سنورث لاجيالنا من وطن؟
تحياتي..
المصدر: Facebook