البروفيسور الالماني اليمني أيوب الحمادي تحت عنوان.. رواندا ونحن في الميزان!!!!!
رواندا دولة صغيرة مساحتها اصغر من محافظة الجوف، دخلها القومي تجاوز 10 مليار دلار، ولها كدولة قصة محزنة مع الصراع والمجاعات نذكرها. منذ سنة تقريبا دخلت عالم صناعة السيارات الالمانية بعد افتتاح مصانع لفولكس فاجن الالمانية بطاقة انتاجية 5 الف سيارة سنويا. نحن كان حالنا في اليمن افضل منهم بمراحل فلكية قبل 10 سنوات، والان نهوي بشكل سريع الى الفوضى، وتلاشي الدولة وانهيار المجتمع، اذا لم نتحرك الان لانتشال اليمن.
لازالنا نذكر أبريل 1994 عندما شن متطرفون في جماعة الهوتو حملة إبادة ضد الأقلية من التوتسي من اجل مصلحة البلد رواندا بنظرهم، وكانت النتيجة قتل مابين 500 الى 700 الف شخص، وتعرض الآلاف من النساء للاغتصاب في 100 يوم فقط، ونحن نقتفي اثارهم، اذا لم نغلق الحرب، فقد خسرنا الى اليوم 250 الف شخص بحرب من اجل مصلحة البلد كما رفع الشعار في رواندا وقتها. انتهت وقتها الإبادة في رواندا وتعلموا من الكارثة، ونحن لازلنا لم نتعلم من تجارب التاريخ ان التعايش حسب القوسم المشتركة هو النهاية.
عاصمتهم تسمى كيجالي، تعتبر اليوم مدينة نموذجية، وقد انجزوا لها بنية تحتية حديثة، وللاجيال القادمة، وقد منحت لها جائزة زخرفة المساكن مع جائزة شرف لاهتمامها بالنظافة، والأمن والمحافظة على النظام بمعنى تعلموا بعدنا، ونفذوا مشاريعهم بعدنا، ونحن معنا صنعاء كان المفروض نجعلها اجمل مدينة لمقومتها التاريخية وحتى عد، ن لكن لايظهر فيهما بصيص مدن للمستقبل.
الحكومة ايضا في رواندا تعلمت واهتمت بالتعليم، والنظام لدرجة انها تدفع مكافأة للأسرة، التي ترسل اطفالها الى المدارس، ونحن لاندرك اهمية التعليم لتجفيف بؤر الصراع، وندفع الاطفال لجبهات القتال كما تتحدث التقارير. رواندا دخلت التاريخ بوجود أول مجلس تشريعي منتخب تمثل فيه الأغلبية للنساء، بينما في حكومتنا لا مكان للنساء فيها، ومجلسنا التشريعي مقسم وصار عمره من عمر جيل اليوم صار في الجامعات. وقد استطاعت رواندا بسبب حكومتها الحكيمة ان تكون عضوا في دول الكومنولث برغم انها لم تكون من المستعمرات السابقة، ونحن لم نستطيع ندخل مجلس التعاون الخليجي بسبب عدم انجاز نجاحات في الملفات المختلفة، وقبل ذلك لانتعايش مع بعضنا، ولم اقل مع الجوار بتحالف عربي او قرن افريقي عربي.
استطاعت الحكومة الرواندية ان توفر خدمات الصرف الصحي المحسنة لما يقرب من 64 في المئة من سكان رواندا، مما رفع متوسط العمر الى 63 عاما في دولة فقيرة، ونحن لازالت المدن الكبرى بدون صرف صحي مناسب او شبكة مياة منظمة ومستمرة او كهرباء. اما النمو الاقتصادي فقد واصل ارتفاعه في العشر السنوات الاخيرة، واستطاعت الحكومة تحويل روندا من دولة مجاعات، وصراعات الى دولة امان غذائي متوسط مقارنة لمعدل دخل الفرد، والذي ارتفع بمعدل 4 مرات اليوم مقارنة بما كان عليه الحال في 1994 بمقياس الدولار، وذلك بخفض الفقر المدقع بحلول عام 2015 ، والذي نحن نحن في اليمن تجاوزناه باتجاه السالب، ونحتاج ل3 خطط خمسية للعودة الى عام 2014 في مستوى الفقر فقط. والمحزن ان دخل الفرد اليمني انخفض بمعدل 6 الى 10 مرات لمن لازال يستلم راتب عن 1994 بمقياس الدولار.
حكومة رواندا خفضت نسبة السكان، الذين يعانون من الجوع إلى النصف بتحسين مستوى دخلهم وفقا لتقرير الأهداف الإنمائية للألفية الراهنة للأمم المتحدة، ونحن حلفنا يمن ان ندخل الشعب اليمني دائرة الفقر، والمجاعة، والاغتراب، ونصادر راتبه وحقوقه، لكن “الا الزكاة لابد من دفعها” بالرضى او الغصب. كل ذلك النجاح عن دولة كنا نصنفها في دائرة المجاعة والصراع العرقي يرجع الى تبني قيادة رواندا مابعد الإبادة الجماعية جهودها لإحلال سياسة المصالحة، والتطلع الى المستقبل، ونحن لازلنا نرفض اي جهود لاحلال السلام والمصالحة.
روندا تمتلك خطط مرحلية، فمثلا خطتها قريبة المدى ان تخرج من الدول النامية الفقيرة الى الدول متوسطة الدخل، ولديها مشاريع طموحة في التعليم، والتنمية، والتخطيط الحضري ، وهذه يعني ان لديهم هدف يسعون اليه، وسوف يصلون الية، اذا استمروا على نفس النمو والاستقرار، ونحن نمتلك 4 مشاريع بهويات للدولة مختلفة وتعريف نظام الدولة بشكل متناقض ولايوجد هناك ركيزة تظهر بصيص لمشروع جامع يفجر طاقات المجتمع فيما ينفع.
ومختصر الموضوع الهوتو والتوتسي عرفوا طريق المستقبل، ونحن مازلنا نناقش البدايات، وما قبل البدايات مثل ” من جاء الأول الدجاجة أم البيضة” وبعد النقاشات الطويل نحصل على وعود كاذبة ومشاريع ورقية وينتهي بنا الامر نطوبر من اكبر شخص في الدولة الى المواطن الغلبات نستجدي العالم ينقذونا من الجوع والكارثة الانسانية، التي نحن تسببنا فيها، وحلها بايدينا فقط لكن تعودنا على الاستجدى .
واخيرا الاستثمار لايدخل الى اي بلد الا من بوابة الاستقرار واقتبس هنا ماقاله الرئيس التنفيذي لشركة فولكس فاجن جنوب أفريقيا ” أن الأمن في رواندا والاستقرار الاقتصادي ساعدت على إطلاق مصنع الشركة في رواندا، والمرحلة الأولى من المشروع ستشمل توظيف 1000 شخص فيما تتوقع فولكس فاجن اقامة مرفق للتدريب وتعيين السائقين لخدمات التنقل”، وقال “يمكن لرواندا أن تصبح مركز للتصدير لدول أفريقية وبلدان ناشئة أخرى.” !!!!!
المصدر: فيسبوك