رسالة إلى الوزير والقاضي والدكتور!!!!! – البروفيسور ايوب الحمادي
في شهر سبتمبر عام ٢٠١٤ التقيت السفير الالماني في صنعاء في السفارة، ودار حديث بيننا وكان يتحدث معي وكأنه يمني محترم للمجتمع وتقاليده وثقافته ، قائل عشت سنوات طويلة هنا موظف بالسفارة قبل ان اكن سفير، وذهبت الى مناطق ريفية كثير، وكنت احمل “الروك زاك” يقصد شنطة الظهر ولم يشعر بالخوف او الخطر ، ولذا فهو مع أي جهود لاصلاح اليمن.
دخلت السفارة بعد ان قتل الحارس الالماني قبلها ورحلت السفيرة التي قبله. ولذا كانت السفارة تشبه الثكنة العسكرية. أكياس رمل في النوافذ وحراسة مشددة. تحدثنا عن دعم الالمان لليمن، وقال يعرف الريف اليمني ويعرف معاناة المرأة بشكل عام والفتاة، ولذا فهو مهتم بدعم مشاريع التعليم والريف، وعلى التعليم شردنا الى ماذا سوف تقدم المانيا لليمن فقال هناك مخطط لبناء ٢٠ مدرسة في الحزام القبلي لصنعاء، وهناك توجهات في التعليم الفني والمهني، وكان حديثنا ايضا حول المدينة التعليمية الالمانية، التي كنت قد اتفقت مع الرئيس هادي حولها، وايضا مراكز التعليم الفني والمهني في صنعاء حسب اتفاقي مع الشهيد هلال. هم يحترمون بلدنا ويدعموا اينما وجدوا طريق. ولذا اي تصريحات ضدهم لاتخدم اليمن وليس من باب العقل نصدرها لاسيما لاتخصنا وليس مسؤوليتنا ان نحشر انفسنا بخصوصيات البشر .
طرحت يومها عليه سؤال، لماذا ليس هناك موظفون حاليا في السفارة، فقال كان هناك توجه لاغلاق السفارة، ولكن احاول ادعم الرئيس هادي ونظل هنا كداعم للدولة، لان خروجنا يعني خروج مشاريع مختلفة من اليمن. المهم المانيا كانت ولازالت تدعم الدولة اليمنية لكنها تعرف الفساد والعبث، وهي الدولة الغربية الوحيدة التي استقبلت الدكتور رشاد كممثل لدولة اليمنية على اعلى مستويات والكيانات اليمنية كل ٤ اشهر وهم في اجتماعات برجهوف الالمانية في برلين.
المانيا لديها موقف واحد فقط من حرب اليمن، وهو موقف واضح وفي العلن وتحدثوا مع المملكة صراحة حول ذلك، وهو الذي كسره التحالف عليه اعادة بنائه بمعنى يريدون اعادة اعمار اليمن والزام التحالف بذلك. وقبل سنتين تحدثت مع طرف رسمي هنا وكنت اقول ان تدخل المستشارة ميركل كوسيط سوف يجنب المجتمع الدولي ٢٠ مليار دولار لجهود الاغاثة لسنوات ٥ القادمة . فكان ردهم عليا ان اليمن حتى وان توقفت الحرب يحتاج لنفس المبلغ لمساعدته للاستمرار وسوف تكن المانيا مساهمة دون شك.
واذا نظرنا الى جهود الاغاثة فالمانيا ثاني او ثالث اكبر داعم لجهود الاغاثة في اليمن وبلغ اكثر من ٢٠٠ مليون يورو بمعني ٢٤٤ مليون دولار في ٢٠٢١ ومن سنوات طويلة ايضا. وسياسة الاتحاد الأوروبي لدعم اليمن لو المانيا قالت لا لن يكن هناك فلس لليمن. وعلى المستوى المجتمعي جائني الى مكتبي شخص الماني من مدينة اخرى عرف عنواني من احد الاخوة في برلين. فقال انا كنت في اليمن وعملت مع منظمة الجي تي زد في حضرموت وابين وغيرها لسبع سنوات واذا تريد أن نحشد ناس هنا لتوضيح معاناة اليمن فانا نشيط في الكنيسة وايضا اجمع تبرعات لمشاريع في ذمار بشكل شخصي وهذا الماني لاينتظر حتى نشكره انما يمد يده لليمن.
لذا اعرف المانيا من عقود طويلة لم اجدها الا تدعم اليمن و لا أعرف فين مشكلة البعض مع المانيا، ولماذا يصدر تصريح من وزير او قاضي بهذا الشكل، فهذا يستوجب الاعتذار لاسيما والمانيا دولة لم تسيئ الى اليمن ، وداعم رئيسي لليمن ومن يعرف التعليم الفني والمهني ومشاريع التنمية الريفية والمدن يعرف اين المانيا في اليمن. ولذا لا اجد من العقل اصدار تصريحات ضررها اكبر من فائدتها اذا حسبنا مصالح اليمن امامنا، واتركوا حساب البشر لخالقهم.
فهي دولة لاتتدخل في سياسات الشعوب ولم تكن دولة استعمارية للمنطقة ولم تستغل مقومات اي بلد في العالم الثالث وتدفع مليارات لمساعدة شعوب العالم الثالث، ويكفي هنا ان نعرف ان منظمة صغيرة واحدة غير حكومية المانية دعمت ٦٤٦ مشروع تنمية في ٧٦ دولة بما يقارب ٣٠٠ مليون دولار، وهناك عشرات المنظمات المجتمعية التي تدعم شعوب العالم، بمعنى يقتطعون من ضرائب شعبهم لمساعدة العالم الثالث واليمن ونحن ننعتها. واذا نظرنا لعدد المنح التي تعطى لليمن فسوف يتجاوزون دول نحسبها منا، وفوق ذلك فتحت أبوابها للعرب من الصومال الى العراق الى سوريا وحملت ملايين البشر، ووضعوا قوانين لحماية الاجانب وحتى الجامع الذي تم تأسيسه هنا كان اول تبرع له من برفيسور الماني ارسل المبلغ لي من أميركا وايضا وزارة المالية عملت حفلة خيرية وجمعت اموال لكي افتح جامع، وكانوا كقيادات للمدينة التي اعيش بها ايضا عرضوا عليا كنيسة افتحها جامع.
لا ادري فين مشكلة هذا الوزير والقاضي والدكتور مع المانيا فهو يتحدث دون ان يعرف المانيا وهي دائما مع الشعوب المستضعفة، وما الذي يزعجه في خصوصيات وتوجهات الاخرين لاسيما وهم احرار ، ولماذا التعميم بالتوصيف على امة تتجاوز ٨٣ مليون نسمة ، غيروا الماضي والحاضر وسوف يغيرون المستقبل.
ولو الوزير نظر لدعم الدول الإسلامية لليمن مقارنة للالمان فلينظر لدعم ماليزيا لجهود الاغاثة في اليمن، والتي لم تتجاوز حتى ٥ مليون دولار في كل سنوات الحرب وفي ٢٠٢١ تبرعت دولة ماليزيا ١٠٠ ألف دولار لصندوق التمويل الإنساني في اليمن بينما المانيا ٢٤٤ مليون دولار .
ولذا اطالب الوزير والقاضي والدكتور الذي احترمه بحكم ان مصلحة اليمن مع الالمان ان يكن اكثر ذكاء بطرحه وكلماته، وحتى بالاعتذار هنا للمجتمع الالماني، لان مثل هذه التصاريح تهدم جسور تعاون، وتجعلنا نبصق في الاناء، الذي نأكل به وهذا ليس ثقافتنا كمجتمع يمني يحترم غيره كيف ما كان، واقول كيف ماكان. هنا ليس مطلوب منك ياسيادة الوزير والقاضي تصدر احكام او ان تتقبل الاخرين او تصنفهم او ذلك، لكن مطلوب تعرف اين مصلحة بلدك اقلها وترك مالايهمنا بعيد عنا، وتذكر سيادة الوزير عندما هرب المسلمون من حروب المنطقة لم يذهبوا مكة، والتي كانت الحدود امامهم مغلقة، وانما ذهبوا الى المانيا واوروبا ليبحثوا عن الكرامة، التي فقدوها وفتحوا بلدهم لملايين البشر منا والذين لم يجدوا الا كلاب تنهش بهم وبأسرهم في ديار المسلمين، وهنا يكن الصمت افضل من الحديث والاحكام دون فائدة.