صحفي موالي لجماعة الحوثي يعلق على الاحداث الجارية ومن يكذبون نصرة صنعاء لغزة ويصفوها بالمسرحية بعد كل الدلائل: العنوان بحد ذاته يُشعرني بالخجل، وكلمة “مسرحية” تُجبرني على الضحك، لكنَّا في آخر الزمان، ولابُد من مناقشة العُميان!
واليومُ أنصتُّ لخطاب القائد، ومع ما فيها من حقائق وحصاد، وإحصائيات دقيقة، وتفصيلات عميقة، ولغة تتنفسُ البرهان، وتتزين بالبيان، إلا أن جملة استوقفتني، وهزَّت كل كياني، وسألتُ نفسي بكل بديهة: إذا كانت بالنسبة لي مفاجئة مدوية، فكيف ستنزلُ على أصحاب المسرحية؟!
لقد قال القائد: “عدد الصواريخ التي أطلقت في البحر وإلى فلسطين خلال الخمسة الأشهر الماضية أكثر من عدد الصواريخ التي أطلقت على السعودية والإمارات خلال ثمان سنوات”! الجملة وحدها تحتاج إلى تحليل عميق، تتفرع منه شواهد أعمَق، ومنها على سبيل الاستشهاد لا التدقيق:
1.هذا يعني أن فلسطين في نظر القائد أهم حتى من اليمن.
2.أن القائد ينظر للتحالف (العربي/الغربي)على اليمن بشيء من الرحمة، وخاصة وأن الدول المُستهدَفة مُسلِمة.
3.أن ثلاثي الشر عدو واضح، ولا يمنعنا من استهدافه مانع.
4.أن نصرة المستضعفين المسلمين في فلسطين، تحمل جوانب استنفار كثيرة، تستدعي، مضاعفة القوة إلى ستة عشر ضعف، عما كانت عليه حرب الثمان السنوات الظالمة.
5.أن هذا العدد، يكشِف جانب الرحمة والإنسانية، في القائد، نحو الإخوة البغاة، حيث لم يستخدم معهم القوة المفرطة.
6.أن مخازن ومصانع اليمن باتت تشكل قوة عظمى، تنافس القوى المصنعة، لا القوى المُستهلكة.
هذه المفاجآت التي يكشفها القائد عند كل خطاب، ليسَت شيئا أمام قوله:
“نحن نفعل ثم نقول… القادم أعظَم بكل ما تعنيه الكلمة”!
برأيكم ماذا تبقى لعُميان البصيرة، حتى يُبصروا، بعد هذه الآيات المُتواليات، المُبهِرات؟