خطر روسي من الشرق الأوسط
تحدث تقرير صادر عن وكالة “اسوشيتد برس” حول استراتيجية روسيا بالتوسع في الشرق الأوسط وإفريقيا، مشيرًا إلى الخطر “غير المباشر” الذي يشكله التوسع على الغرب.
وبحسب التقرير الذي نقلته صحيفة “إندبندت” البريطانية، السبت 12 من آذار، توفر روسيا مرتزقة متحالفين معها، وقادة عسكريين لحماية أنظمة القادة “المنبوذين” في بلدان الشرق الأوسط، من بينها سوريا، لتحقيق أهدافها الاستراتيجية.
وتعتمد استراتيجية روسيا في الشرق الأوسط وإفريقيا، على إقامة تحالفات أمنية مع القادة “المستبدين” وزعماء الانقلابيين، المرفوضين والمهملين من قبل الولايات المتحدة وأوروبا جرّاء انتهاكاتهم الدموية، وفق التقرير.
وتحقق روسيا من خلال استراتيجيتها مكاسب عسكرية واقتصادية وسياسة، إذ تأخذ روسيا المال والموارد الطبيعية، وتتحكم في الشؤون السياسة للعديد من البلدان في الشرق الأوسط وإفريقيا مقابل دعم قادتها، إلى جانب اعتماد هذه البلدان أرضًا الانطلاق للمقاتلين الروس.
وذكر التقرير أن سوريا صوتت ضد قرار إدانة الجمعية العامة للأمم المتحدة غزو روسيا لأوكرانيا، إلى جانب امتناع العديد من الحكومات الإفريقية التي وقعت اتفاقيات أمنية مع المرتزقة الروس، عن التصويت، مشيرًا إلى المكاسب الدبلوماسية لاستراتيجية روسيا.
واعتبر التقرير إعلان روسيا عن تجنيد مقاتلين سوريين في أوكرانيا، واحتمالية استخدام مالي نقطة انطلاق للانتشار في أوكرانيا، مؤشرات على استغلال روسيا لاستراتيجيتها بما يشكل تهديدًا على الغرب.
من جهتهم، قال خبراء للوكالة، إن أهداف بوتين التوسعية في الشرق الأوسط وإفريقيا تشكّل تهديدًا محتملًا لكنه طويل الأجل، وليس خطرًا مباشرًا على أوروبا وحلف الناتو.
ورغم أن التهديد الروسي للغرب ليس وشيكًا، يولي القادة الأمريكيون والأوروبيون اهتمامًا متزايدًا لتحركات بوتين في الشرق الأوسط وإفريقيا، وتحالف روسيا المتنامي مع الصين، ليضعوا خططًا لحماية الغرب من احتمالية العدوان في المستقبل، وفق التقرير.
جاء ذلك بعد أن أعلن “الكرملين”، في 11 من آذار، السماح لمقاتلين من سوريا والشرق الأوسط بالقتال من أجل روسيا في أوكرانيا، مشيرًا إلى أن “معظم الذين يريدون ويطلبون القتال هم مواطنون سوريون ومن دول الشرق الأوسط”.
وفي 10 من آذار، نشرت عنب بلدي، تقريرًا حول حملة يقودها ضباط سوريون لتجنيد مقاتلين إلى جانب الروس في أوكرانيا، براتب يصل إلى 250 دولارًا شهريًا وعقود لستة أشهر.
وبحسب تقرير نشرته منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة”، في 4 من آذار الحالي، يستمر تحضير سوريين للمشاركة في “الغزو” الروسي لأوكرانيا منذ 24 من شباط الماضي.
ومنذ إعلان بدء التدخل العسكري الروسي في سوريا في أيلول 2015، ارتكبت روسيا العديد من الانتهاكات لصالح رئيس النظام السوري، بشار الأسد، استخدمت روسيا حق “الفيتو” في القرارات المرتبطة بمحاسبة النظام أو فرض عقوبات اقتصادية أممية عليه، أو التحقيق الدولي بجرائم تزعم منظمات حقوقية بارتكابها من قبل قوات النظام،
كما صوتت ضد تمديد عمل اللجنة الدولية في سوريا، وضد قرارات مجلس حقوق الإنسان، وضد إنشاء آلية التحقيق المحايدة المستقلة، وضد لجنة نزع الأسلحة الكيميائية.
عنب بلدي