خطة_الميسري
سنوضح هنا خطة الميسري التي تحدث عنها في التسجيل المسرب، قائلاً بإنه وضعها لقيادات الانتقالي للسيطرة في ظل الدولة الحالية ليتبقى لاحقاً تقرير المصير!
هي في الأساس أكبر من مجرد خطة بل رؤية سياسية عبر عنها كثيراً في خطاباته ولقاءاته وتمثل مشروع سياسي وطني حمله الميسري لمجابهة مشروع الفوضى والاقتتال والارتهان وإسقاط الدولة.
ذاك المشروع التدميري الذي ظهر في الجنوب كواحدة من افرازات الحرب والتمرد الحوثي، حيث باتت الحركة المتمردة في جنوب الوطن وبدعماً من تحالف إنقاذ اليمن تستكمل مهمة الحوثي في إسقاط الدولة ولكن ليس من منطلق طائفي بل سياسي يدعي كذباً الإنتصار للجنوب والدفاع عن مصالحه وقضيته العادلة، فيما الغاية وأن اختلفت العناوين بين هذا التمرد أو ذاك، فهي تدمير اليمن شماله وجنوبه بأيادي أبنائه للأسف….
عمد الميسري وفي كل لقاءاته مع الجنوبيين بمختلف مكوناتهم ومنهم الانتقالي، على دعوتهم إلى الإستفادة من المتغيرات والحفاظ على ماتبقى من مؤسسات الدولة والعمل على استعادة حضور الدولة وبناء نموذج مشرف.
كان رده على كل المزايدين بأسم الجنوب بإن تمكين الجنوبيين من إدارة شؤونهم وسيطرتهم على مقدراتهم لا تكون بالمشاريع الهدامة بل بالانخراط في الدولة داعياً بإن يكون ذلك مشروع جامع يتفق عليه كل الجنوبيين سواء في الأحزاب السياسية أو في المكونات الثورية التي يجب أن تتجه للعمل السياسي المسؤول، ليلتقي الجميع على كلمة سواء ترفض إدعاء الوصاية والتمثيل الأوحد للجنوب وتؤمن بحق الجميع في تقرير مصيرهم ومستقبلهم بعيداً عن فرض المشاريع بالقوة وشيطنة وتخوين كل من له قناعة مختلفة له الحق في التعبير عنها.
لم يكن الميسري يضع خطط لسيطرة الانتقالي، بل كان وأمام المزايدين بأسم الجنوب وعلى رأسهم قيادات من الانتقالي التقوا به، يضع أمامهم خطة أو رؤية السيطرة والتمكين للجنوبيين بمفهومها الحضاري السليم والعادل، ولطالما حاول جاهداً إقناعهم بها، ولكن أهداف الانتقالي كانت مختلفة ولا علاقة لها بمصلحة الجنوب فالإمارات هي من تحددها، ولهذا قال في التسجيل المسرب، تعليقاً على دعوة الحوار الجنوبي الجنوبي مع الانتقالي، أن المشكلة هي مع التحالف وليست مع الانتقالي الذي لا يملك قراره!
قاد الميسري مشروع وطني حريص وصادق ولم يكن حديثه عن القضية الجنوبية وعدالتها مجرد تكتيك سياسي مؤقت، بل هي في صلب إستراتيجيته الوطنية التي ينطلق منها في الدفاع عن السيادة والاستقلال والهوية اليمنية، فرؤية الميسري تؤمن بإن قوة الأوطان وتحصينها من التدخلات والمشاريع الخارجية يكمن في معالجة القضايا الداخلية بكل صدق وشجاعة وأن لا تُترك لمن يستغلها كما حصل مع من أستغل القضية الجنوبية وانتج لنا الانتقالي وميليشياته.
لقد ترجم الميسري ذلك فعلياً من خلال الحركة التصحيحة داخل المؤتمر الشعبي العام لينبثق عن ذلك المؤتمر الشعبي العام الجنوبي، وقد مثّل ذلك تأكيداً على صدق التمسك بالشراكة الحقيقية في مستقبل اليمن إبتداءً من داخل الأحزاب نفسها.
كان ذاك من أهم التحولات السياسية الفاعلة والمطمئنة تجاه الجنوب وهو ما أغضب دعاة التفويض ممن أرادوا إختزال الجنوب في مكوناتهم ومشاريعهم الخاصة، كما أغضب ذلك أيضاً المزايدين كذباً بأسم الوحدة ممن يعانون من فوبيا مفرطة تجاه مسمى الجنوب ولم يستوعبوا بعد كارثية الإنكار والقفز على الحقائق، وأثر الشراكة الحقيقة في بناء وحماية وتحصين وتقدم الأوطان…