30 نوفمبر 2024
أظهرت تقارير حديثة أن 3.7 ملايين شخص في اليمن يعيشون في مناطق معرضة لخطر التدهور إلى مراحل متقدمة من انعدام الأمن الغذائي، وسط استمرار أزمات اقتصادية خانقة تشمل انهيار العملة المحلية والنزوح المتزايد.
ووفقًا لتقرير صادر عن مشروع “إيكابس” بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة (FAO) ومنظمة “اليونيسف”، فإن أكثر من نصف الأسر اليمنية (52%) اعتمدت في سبتمبر 2024 على استراتيجيات قاسية للتكيف مع أزمة الغذاء، مثل تقليل حصص الطعام، استهلاك أطعمة منخفضة الجودة، أو حتى التسول، وصولًا إلى بيع الممتلكات الشخصية.
احتياجات إنسانية حادة في 2025
تشير التوقعات إلى أن 17.1 مليون شخص (49% من سكان اليمن) سيحتاجون إلى مساعدات غذائية عاجلة في عام 2025، منهم 12.4 مليون شخص في مناطق خاضعة لسيطرة حكومة صنعاء و4.7 ملايين في مناطق سيطرة حكومة عدن.
هذه الأرقام تمثل انخفاضًا طفيفًا بنسبة 2.8% مقارنة بـ2024، حيث بلغ عدد المحتاجين 17.6 مليون وفق خطة الاستجابة الإنسانية الأممية.
النزوح: استمرار التحديات
خلال أكتوبر 2024، تعرضت 263 أسرة للنزوح، بحسب بيانات منظمة الهجرة الدولية. وتركزت أكبر مخاطر النزوح في محافظات المحويت، لحج، صنعاء، وتعز.
وفي الفترة بين يناير وأكتوبر 2024، نزحت حوالي 3100 أسرة داخل البلاد، مع تركز النزوح في محافظات الحديدة، مأرب، وتعز.
العملة والأسعار: انهيارات وأرقام قياسية
شهدت العملة المحلية في مناطق حكومة عدن تدهورًا حادًا، حيث بلغ سعر الصرف 1927 ريالًا للدولار الواحد في أكتوبر 2024، بتراجع نسبته 24% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023.
يرجع هذا التدهور إلى انخفاض صادرات النفط الخام وتراجع تدفقات التحويلات المالية، إلى جانب قرار سلطات صنعاء بحظر بيع الغاز المسال المنتج في مأرب.
أما في مناطق حكومة صنعاء، فقد حافظ سعر الصرف على استقراره النسبي عند 533 ريالًا للدولار، بفضل سياسات صارمة للرقابة على السوق.
ارتفاع تكاليف الغذاء والطاقة
شهدت أسعار سلة الغذاء الدنيا في مناطق حكومة عدن ارتفاعًا بنسبة 25% على أساس سنوي، لتصل إلى 130,364 ريالًا (68 دولارًا) في أكتوبر 2024. أما في مناطق حكومة صنعاء، فبلغت تكلفة السلة 46,247 ريالًا (87 دولارًا) بزيادة 2% مقارنة بالعام الماضي.
وفيما يتعلق بالوقود، سجلت أسعار الديزل والبنزين في عدن زيادة بنسبة 8.9% على أساس سنوي، بينما كانت الزيادة في صنعاء طفيفة بنسبة 0.6%.
الواردات: البحر الأحمر في الصدارة
بلغ إجمالي واردات الغذاء إلى اليمن 472,690 طنًا في أكتوبر 2024، مسجلًا انخفاضًا بنسبة 30% مقارنة بشهر سبتمبر، ولكنه ارتفاع بنسبة 12% مقارنة بشهر أغسطس.
وكانت موانئ البحر الأحمر الأكثر نشاطًا في استقبال الواردات الغذائية، بينما سجلت الموانئ الجنوبية زيادة بنسبة 20% مقارنة بشهر سبتمبر، لكنها كانت أقل بنسبة 32% مقارنة بشهر أغسطس.
هذا التقرير يبرز الوضع الحرج الذي يواجهه اليمنيون مع استمرار الأزمات الاقتصادية والإنسانية التي تتطلب استجابة عاجلة على المستويات المحلية والدولية.