إعلان

الكويت تبدأ فرض ضريبة بنسبة 15% على الكيانات متعددة الجنسيات اعتبارًا من يناير 2025

الكويت – خاص

في خطوةٍ طال انتظارها، أعلنت حكومة الكويت عن فرض ضريبة بنسبة 15% على الشركات متعددة الجنسيات، وذلك اعتبارًا من بداية العام المقبل. يأتي هذا القرار في إطار جهود الدولة لتنويع مصادر الدخل وتعزيز الاستدامة المالية، ولكنه يثير في الوقت نفسه تساؤلات حول تأثيره على مناخ الاستثمار في البلاد وعلى الشركات العاملة فيها.

إعلان

هدف القرار: الحد من التهرب الضريبي وزيادة الإيرادات

أوضحت الحكومة الكويتية أن هذه الضريبة تستهدف الكيانات التي تحقق إيرادات ضخمة من أنشطتها داخل الكويت لكنها لا تسهم بشكل كافٍ في النظام الضريبي المحلي. وتهدف الخطوة إلى تقليل تسرب الإيرادات الضريبية إلى دول أخرى، وتعزيز قدرة الكويت على الاستفادة من الأنشطة الاقتصادية المتنامية في مختلف القطاعات.

وقال مسؤول حكومي بارز:

“إن تطبيق هذه الضريبة يعكس التزام الكويت بتحقيق العدالة الضريبية وحماية الاقتصاد الوطني، مع ضمان الامتثال للمعايير العالمية المعتمدة من قبل منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD).”

شمولية الضريبة وتأثيرها على القطاعات المختلفة

تُطبق الضريبة على الكيانات متعددة الجنسيات التي تحقق إيرادات معينة تُحددها اللائحة التنفيذية المزمع إصدارها قريبًا. وتشمل هذه الشركات العاملة في قطاعات مثل:

النفط والطاقة

• التكنولوجيا والخدمات الرقمية

• الخدمات المالية

• التجارة الدولية

ويتوقع أن يؤدي هذا القرار إلى إعادة ترتيب أولويات الشركات الأجنبية في الكويت، مع التركيز على تعزيز الامتثال الضريبي وتحسين استراتيجياتها المالية.

أصداء القرار بين الخبراء والشركات

لاقى القرار ردود فعل متباينة؛ إذ أشاد خبراء اقتصاديون بالخطوة باعتبارها ضرورية لتعزيز الشفافية المالية ودعم الإيرادات العامة. ويرى محللون أن فرض هذه الضريبة سيُسهم في تقليل الفجوة بين العائدات الاقتصادية للدولة والمساهمة الفعلية للشركات الكبرى في الاقتصاد المحلي.

من جهة أخرى، أعربت بعض الشركات متعددة الجنسيات عن قلقها من تأثير القرار على بيئة الاستثمار في الكويت. إلا أن الحكومة أكدت التزامها باتخاذ خطوات لتوضيح تفاصيل الضريبة، وتوفير الدعم للشركات لضمان سهولة الامتثال.

الكويت ومواكبة التحولات الاقتصادية العالمية

يأتي هذا القرار ضمن سلسلة من الإصلاحات الاقتصادية التي تسعى الكويت إلى تنفيذها لتقليل الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للدخل. وتعمل الحكومة على تعزيز الاستدامة المالية من خلال تنويع الإيرادات، بما يتماشى مع رؤية الكويت 2035 التي تهدف إلى بناء اقتصاد متنوع وقائم على المعرفة.

وفي السياق ذاته، يُتوقع أن يؤدي فرض هذه الضريبة إلى:

1. تعزيز مكانة الكويت في المشهد الاقتصادي العالمي من خلال الامتثال لمبادئ الشفافية المالية.

2. تحقيق التوازن المالي عبر تحسين إدارة الإيرادات العامة.

3. جذب استثمارات مستدامة من الشركات التي تسعى إلى بناء شراكات طويلة الأمد مع الدولة.

ما التالي؟

من المقرر أن تصدر الحكومة الكويتية لائحة تنفيذية خلال الأسابيع المقبلة لتوضيح تفاصيل القرار وآليات تطبيقه. كما ستُنظم ندوات توعوية وورش عمل للشركات لتوضيح المتطلبات الجديدة.

يُعد فرض هذه الضريبة خطوة مهمة نحو تعزيز استقرار الاقتصاد الكويتي، خاصة في ظل التحديات المالية التي تواجه المنطقة والعالم.

متابعة مستمرة لتطورات القرار وتأثيراته على الاقتصاد المحلي والإقليمي

إعلان

اترك هنا تعليقك وشاركنا رأيك