إعلان

أحدث صيحة لهذا العام الجديد هي استحداث مجموعة أهداف خاصة بكم على شاكلة لوحة أو “فيجن بورد”. حاورت “اندبندنت” أشخاصاً يؤمنون بها بإخلاص وآخرين يعتقدون أنها قادرة على تغيير مجرى حياتهم

إن كنتم أمضيتم بعض الوقت على تصفح تطبيقي “إنستغرام” أو “تيك توك” يوم عيد رأس السنة، فلعلكم تنبهتم إلى ظهور عادة جديدة، بدأت تشق طريقها بين قبلات منتصف الليل و[الملابس المطرزة] والخيوط اللماعة، ولعلكم شاهدتم أشخاصاً تكوموا على الأرض ضمن مجموعات، وانكبوا على تصفح مجلات قديمة مكدسة، اقتطعوا منها تفاصيل وراحوا يلصقونها على قطع كبيرة من الكرتون الأبيض، على وقع ألحان أغان على غرار أغنية البوب الراقص بعنوان “غير مكتوب” Unwritten للفنانة نتاشا بدينغفيلد.

إعلان

ويشبه هذا السيناريو إلى حد ما ما كنتم تمارسونه في دروس الفنون والرسم أثناء الدراسة الثانوية. ومع ذلك، فإن هذا النشاط لا يزال له طابع بالغ الأهمية، حتى إن البعض يعتبره أحد أكثر الطرق نضوجًا لاستقبال العام الجديد. لذا، سنقدم لكم فكرة إعداد “لوحة الرؤية” (أو لوحة التطلعات)، وهي طريقة فنية وحرفية تساعدكم على تصوّر أهدافكم للعام المقبل، وتمكنكم من تحويلها إلى أفعال فعلية. والحقيقة أن إعداد لوحة الرؤية، وهي ممارسة حازت على انتباه الجميع، بدءًا من أوبرا وينفري وصولاً إلى كاردي بي، قد يبدو وكأنه نشاط روحي يقتصر على قلة من الأشخاص الذين يؤمنون بالروحانيات الغريبة بيننا. ومع ذلك، فقد تحوّل اليوم إلى نشاط يقوم به العامة.

وفي هذا الإطار، يكفي البحث عن عبارة “لوحة أهداف” عبر “تيك توك” لتروا ما أعنيه، لأنكم ستكتشفون مئات آلاف مقاطع الفيديو لأشخاص يمضون ساعات مطولة، وهم يقصون ويلصقون بعناية [مقصوصات من مجلات]، في مسعى منهم لإعداد لوحاتهم. وفي مقطع فيديو حصد 4.2 ملايين مشاهدة، تظهر امرأة تلصق بطاقات بريدية طبعت عليها كلمات مثل “الانضباط”، وعبارات مثل “حقبة جديدة مني”، إلى جانب صور عصائر في السوبرماركت، ونساء يرفعن الأثقال، وأشخاص يتنقلون على متن يخوت. وقد كتب على إحدى البطاقات البريدية: “كوني قوية وتمتعي بمؤخرة جذابة”.

وفي مقطع فيديو آخر حصد أكثر من 1.3 مشاهدة، يظهر لوحة تضم مزيجاً من صور عليها ديكور داخلي مبسط، ومن صور نساء يعتمرن قبعات بيسبول أمام أجهزة كمبيوتر محمول، مرفقة بعبارات على غرار: “مستقبلك يتحدد نتيجة أعمالك كل يوم”، بيد أن هذه اللوحات لا تقوم كلها على مبدأ “عيشوا واضحكوا وأحبوا”، كما تبدو الأمور ظاهرياً. فبنظر عدد كبير من الناس، تتضمن لوحات الأهداف كلمات وصوراً معدة تحت الطلب، تساعدهم على التعبير عما تتمنونه في السنة المقبلة.

وتقول بام من مقاطعة كنت [جنوب غربي بريطانيا]، البالغة من العمر 49 عاماً: “أتصفح عدداً هائلاً من المجلات والصحف وأرى ما يجذبني فيها، أكانت صوراً أو كلمات أو جملاً، وبعد ذلك أقتطعها”، مضيفة “أقوم بإعداد لوحات أهداف كل سنة، ولا يمكنكم أن تتصوروا عدد المرات التي عثرت فيها على لوحات قديمة، أو أن تتخيلوا الصور أو الكلمات [والتي تبين إلى أي حد] كانت دقيقة”.

وبدورها، تعتمد كاثرين واريلو من أوكسفورد، البالغة من العمر 44 سنة، منهجية العمل ذاتها، فتعد لوحات أهداف منذ أربع سنوات. وتقول في هذا الصدد: “أفضل ذلك على القيام بتعداد قراراتي للعام الجديد، لأنني لا أشعر أن إحاطة نفسي بأهداف عملاقة، على غرار خسارة رطل (6.3 كيلوغرام) من وزني، أو اختيار هواية جديدة، أو جني الملايين هو بالأمر السليم”، قبل أن تضيف: “إن هذه الأهداف بمعظمها غير قابلة للتحقيق. أما لوحة الأهداف، فمصممة لتذكيركم بالشعور الذي تودون اختباره، وليس بالأهداف التي تودون تحقيقها. وفي حالتي أنا، تساعدني على إظهار موافقتي على ما هو مناسب، وليس على ما هو خاطئ من أمور، وتخولني البقاء وفية للقيم التي أؤمن بها”.

وتجدر الإشارة إلى أن انتشار اللوحات هذه جاء استكمالاً لمفهوم “مانيفيستينغ” manifesting [مبدأ قائم على التركيز على التفكير الإيجابي] المستند في الأساس إلى أيديولوجيات تعود إلى القرن الـ19، مع أنه عاد ليشهد نهضة كبيرة في السنوات القليلة الماضية. وهذا المفهوم، التي مر مرور الكرام وجرى تجاهله عام 2006، عندما نشرت المنتجة التلفزيونية الأسترالية روندا بايرن كتاباً بعنوان “السر” The Secret، يفيد بأن التفكير الإيجابي قد يؤدي إلى أفعال ملموسة على أرض الواقع. واللافت أن مفهوم “مانيفيستينغ” هذا يستند إلى قانون الجذب الفكري [إيمان روحي بأن الأفكار الإيجابية أو السلبية تجلب تجارب إيجابية أو سلبية في حياة الشخص]، الذي شكل إحدى دعائم تيار “الفكر الجديد” في القرن الـ19. وبنظر بايرن، يمكن تفكيك العملية إلى ثلاث مراحل هي: اسعى، آمن، احصل. لكن إعادة التفسير الحديثة تعد أكثر منطقية بقليل.

طائر غريب يثير الدهشه - أكثر طائر في العالم في حاله لا يكلم أحد ولا أحد يكلمه (فيديو)

طائر غريب يثير الدهشه – أكثر طائر في العالم في حاله...

0
‏الصورة لأكثر طائر في العالم في حاله لا يكلم أحد ولا أحد يكلمه، بالنهار مسوي نفسه شجرة وبالليل يدور رزقه من الحشرات طيب وش...

جدول المحتويات

أما المؤلفة روكسي نفوسي، صاحبة كتابين حققا مبيعات عالية جداً بعنوان “مانيفست: 7 خطوات لتعيش أفضل حياة” Manifest: 7 Steps to Living Your Best Life و”مانيفست: غوص أعمق في الخفايا” Manifest: Dive Deeper، فشرحت قائلة إن “لوحات الأهداف هي تعبير مصور لما تريدون أن تكون عليه حياتكم”. وتشمل هذه الممارسة كل ما يقوم عليه مفهوم “مانيفيستينغ”، أن تكون واضحاً في شأن ما تريده، وتصور كيف سيبدو الأمر عليه، ومحاولة تخيل شعوركم حياله. وأضافت “إن ذلك يعطينا القدرة على تحديد نوايا وأهداف واضحة، وهو أمر بالغ الأهمية. فنحن، كبشر، في حاجة إلى أن نشعر بأننا نتقدم باتجاه [هدف] معين”.

ولا يقتصر المفهوم على محاولة تحقيق بعض النجاحات كما قد يتصور البعض، نظراً إلى عدد لوحات الأهداف المطروحة عبر تطبيق “تيك توك”، التي تستعرض بعض الوظائف أو المسارات المهنية التي تسمح بتحقيق الأرباح. وتفيد نفوسي في هذا الصدد: “تستند [اللوحات] إلى وجود أمور تعطينا تحفيزاً وتمنحنا سبباً للنهوض من السرير صباحاً”. وفي هذا السياق، تشير إحدى النظريات إلى أن تصور ما يمكنكم تحقيقه بهذه الطريقة الواضحة والمقتضبة قد ينعكس بصورة مباشرة على الدماغ، فيدفعكم إلى تحقيقه.

وفي سياق مواز، تشرح نور هيبرت، وهي مدربة مشهورة ورائدة في مجال إنعاش العقل، ومؤلفة كتاب حصد أرقام مبيعات عالية جداً بعنوان “لديكم حياة واحدة فقط” You Only Live Once “يستجيب وعينا الباطني بقوة إلى الصور. من ثم [تخولنا لوحة الأهداف] النفاذ إلى أجزاء من عقلنا تتخطى نطاق التفكير الواعي”. وتضيف بالقول: “إن العقل الباطني مسؤول عن معظم الأمور التي نقوم بها بشكل آلي. من ثم من خلال توظيف قدرتنا على معالجة الصور، نبدأ بتحويل عقلنا على مستويات أعمق”.

وهنا، لا بد من التشديد على أن كيفية القيام بذلك تعتري أهمية كبرى. وتذكروا: ليست لوحة الأهداف مرادفة للوحة المزاج، وكل فرد منا مختلف وفريد. وفي هذا السياق، تقول نفوسي: “أرى أشخاصاً كثيرين يعرضون صوراً جميلة قد تكون رائعة وملهمة، لكن لوحة الأهداف هي المكان الذي يجب أن تضعوا عليه أهدافاً شديدة الوضوح”، مع الإشارة إلى أن نفوسي لا تستعمل الصور أبداً عندما تعد اللوحات الخاصة بها”. وتضيف بالقول: “أكتفي بصياغة الجوانب المختلفة في حياتي، كالمسيرة المهنية والحب والهوايات والتطور الشخصي. وضمن كل جانب، أحرص على توخي كثير من الدقة حول ما أريده، وأحدد أرقاماً ومنشورات دقيقة أريد أن أعمل عليها. ولا يفترض أن تكون العملية مبهمة. فمن وجهة نظر علم الأعصاب، تتطلب السيطرة على عقلنا الباطني، لبلوغ هدف محدد، وضوحاً كبيراً في الأفكار”.

وكذلك، لستم مجبرين على إعداد لوحة الأهداف يدوياً. وتقول هيبرت في هذا الصدد: “أوصي بإعداد لوحة الأهداف عبر الإنترنت”، مضيفة أنه “بإمكانكم الاستعانة بأدوات [تصميم] مثل ’كانفا‘ Canva لإضافة صوركم، في حال رغبتم. من ثم سيكون بإمكانكم تحديثها وتغييرها متى أردتم، بدلاً من اعتمادكم النهج القديم، الذي يقوم على اقتصاص الصور من المجلات. إضافتها إلى مجموعة ملصقات سيكون تغييرها أكثر صعوبة بعد انتهائكم من إعداد لوحة الأهداف”.

وبعد انتهائكم من إعداد اللوحة، إياكم والاكتفاء بوضعها جانباً. وهنا، تؤكد نفوسي أنها “اللحظة التي يبدأ فيه الجهد الفعلي”. وفي هذا الصدد، يشار إلى أن كتابها الأول، بعنوان “مانيفست: 7 خطوات لتعيش أفضل حياة”، يتناول 7 خطوات أساسية يمكن اتخاذها للمساعدة على إنجاز مسيرة “مانيفستينغ” الخاص بهم، بدءاً بالتخلص من الخوف والشكوك، وانتهاء بتخطي الصعوبات والتحديات. وترى هيبرت أن “الجزء الأخير من ’مانيفستينغ‘ يتمثل باتخاذ مبادرة فعلية وملموسة على أرض الواقع”، مؤكدة على أن “لوحة الأهداف لن تكون إلا بحجم الأفعال التي ستكونون مستعدين للقيام بها في الحياة، ليكون تجسيد تصوراتكم ممكناً [على أرض الواقع]. من ثم فإن ’مانيفستينغ‘ ليس سحراً، بل يتطلب مشاركتكم في استحداث الحياة التي تحلمون بها”.

وماذا عن السبب الذي يجعل هذه الممارسة أكثر شعبية من أي وقت مضى؟ يكفي أن نلقي نظرة إلى العالم. وتقول نفوسي ختاماً: “تتمثل المسألة بالعثور على غاية، وباكتساب شعور بالرضا، وبالقيام بالأمور التي تمنحكم أملاً”.

المصدر :إندبندنت

إعلان

اترك هنا تعليقك وشاركنا رأيك