نوّه الكرملين أن فلاديمير بوتين لن يحضر المباحثات المقررة في إسطنبول بين روسيا وأوكرانيا لوقف الحرب، ما اعتبره القائد الأوكراني زيلينسكي إهانة. وفي الوقت نفسه، ربط ترامب أي تقدم في المفاوضات بلقائه مع بوتين. وزير الخارجية الروسي لافروف ذكر أن هدف وقف إطلاق النار هو إعادة تسليح أوكرانيا، بينما أبدت الولايات المتحدة استعدادها لدعم أي آلية لتحقيق سلام مستدام. وزراء الخارجية الأوروبيون اعتبروا أن التفاوض لا يجب أن يتم تحت القنابل، مأنذرين من أن روسيا لا تسعى لمفاوضات جدية في الوقت الحالي.
15/5/2025
–
|
آخر تحديث: 17:47 (توقيت مكة)
نوّهت الرئاسة الروسية (الكرملين) اليوم أن فلاديمير بوتين ليس لديه خطط للسفر إلى إسطنبول حيث يُتوقع أن تجري وفود من موسكو وكييف مباحثات لوقف الحرب، بينما قال القائد الأمريكي دونالد ترامب إن أي تقدم في المفاوضات مرتبط بلقائه مع بوتين.
ولفت المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديميتري بيسكوف، قائلاً: “كلا، لا توجد خطط كهذه في الوقت الحالي”، مشيراً إلى عدم مرافقة بوتين للوفد الروسي الذي وصل اليوم إلى إسطنبول لإجراء جولة محادثات مباشرة مع أوكرانيا هي الأولى منذ ربيع 2022 حول وقف الحرب.
وفي تعليقه على غياب بوتين، قال القائد الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن “بوتين لم يأت إلى أنقرة، ولا يمكننا متابعة البحث عنه في كل أنحاء العالم”، مضيفاً أنه “أظهر استعداداً للتفاوض لكسب الوقت وتجنب إنهاء الحرب وتأخير العقوبات”، كما اعتبر “عدم ارتقاء مستوى تمثيل الوفد الروسي في أنقرة إهانة”.
وفي تصريح مفاجئ، أفاد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن الهدف من وقف إطلاق النار قبل المفاوضات مع كييف هو إعادة تسليح أوكرانيا.
وأثناء كلمته في اجتماع الدبلوماسية بالعاصمة موسكو، لفت لافروف إلى اتفاق سابق مع أوكرانيا في إسطنبول عام 2022، إلا أن “بريطانيا منعت كييف من مواصلة هذه العملية، والآن هي التي توجه زيلينسكي”.

لن يحدث شيء
وفي تعليق حول غياب بوتين عن المباحثات، قال القائد الأمريكي دونالد ترامب، للصحفيين أثناء سفره إلى دبي، المحطة الثالثة من جولته في الشرق الأوسط: “لن يحدث شيء حتى أجتمع أنا وبوتين”.
وقال كبير المفاوضين في الوفد الروسي، فلاديمير ميدينسكي، إن موسكو تهدف إلى “سلام طويل الأمد”، في أول لقاء مباشر مع الجانب الأوكراني منذ نحو ثلاث سنوات.
وذكر ميدينسكي، المستشار الكبير للرئيس الروسي، عبر تليغرام أن “الهدف من المحادثات المباشرة التي اقترحها (فلاديمير) بوتين هو التوصل إلى سلام طويل الأمد من خلال إزالة جذور النزاع”.
نوّه وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن الولايات المتحدة “تتطلع” لتقدم في المفاوضات بين أوكرانيا وروسيا، وهي جاهزة لدراسة “أي آلية” لإنهاء الحرب بشكل مستدام.
وأوضح روبيو خلال اجتماع وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي (ناتو) في أنطاليا بتركيا: “نعلم أن هناك عملاً كثيرًا يجب إنجازه، ونبقى منخرطين في هذا المسار، مثل الجميع، نتطلع لمعرفة ما سيحدث، ولكن الوضع أصعب، ونأمل أن نرى تقدمًا قريبًا”.
وشدد وزير الخارجية الأمريكي على أنه “منفتح على جميع الآليات لتحقيق سلام عادل ودائم، والذي لن ينهي هذه الحرب فقط، بل سيمنع اندلاع حرب جديدة في المستقبل”.

تفاوض تحت القنابل
ولفت نظيره الفرنسي جان نويل بارو إلى أنه ينبغي بداية الوصول إلى وقف لإطلاق النار لأن “التفاوض لا يتم تحت القنابل”، مؤكداً إمكانية التوصل عبر هذه “المحادثات التقنية” إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار يمكن أن يسمح ببدء المفاوضات.
وذكر وزير الخارجية الألماني، يوهان فادفول، أن “روسيا لا ترغب في مفاوضات جدية في هذه المرحلة”، مضيفاً “سيكون لذلك عواقب، حيث تسعى أوروبا لفرض عقوبات جديدة على موسكو”.
من جانبه، أعرب الأمين السنة للناتو، مارك روته، عن “تفاؤل أنذر” بشأن تقدم محتمل في المفاوضات حول أوكرانيا بشرط أن يتخذ الروس “الخطوات التالية”. وأوضح أنه “يمكن تحقيق تقدم خلال الإسبوعين المقبلين” مضيفًا “الكرة الآن في ملعب روسيا”.

استئناف دون شروط
في 11 مايو/أيار، طرح بوتين اقتراحاً لاستئناف المفاوضات المباشرة مع أوكرانيا دون شروط مسبقة في 15 من الفترة الحالية نفسه بإسطنبول بعد توقف دام 3 سنوات، ودعا من القائد التركي رجب طيب أردوغان استضافة الجولة الجديدة.
بدوره، نوّه أردوغان استعداد تركيا لاستضافة المفاوضات لتحقيق سلام عادل ودائم، فيما رحبت السلطة التنفيذية الأوكرانية بهذه الخطوة، وتوجهت أنظار المواطنون الدولي نحو الاجتماعات التي ستعقد في إسطنبول.
وفي مارس/آذار 2022، استضافت إسطنبول عدة جولات من المباحثات بين وفود روسية وأوكرانية للتوصل إلى اتفاق بشأن إنهاء الحرب.
كما وقع البلدان اتفاقية في إسطنبول في يوليو/تموز 2022، بوساطة تركيا والأمم المتحدة لشحن الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، وللمساعدة في معالجة أزمة الغذاء العالمية التي تفاقمت بشكل كبير منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية. وقد تم تمديد الاتفاقية ثلاث مرات قبل أن تعلّق موسكو العمل بها في 17 يوليو 2023.