إعلان

يريد القوم أن يضعوهم ويأبى الله إلا أن يرفعهم !!!!!

امس صديق برفيسور من المملكة ارسل لي بودكاست فنجان كان الأخ النعمان يتحدث به، وبعد ٤٠ دقيقة توقفت عن الباقي لأنه ٩٠ في المائة من المستمعين لا يتابعون إلا الدقائق الأولى فقط ويكتفون بذلك.

إعلان

هناك جوانب جيدة في الطرح ولا اختلف مع المتحدث حولها، ولكن لقيت البداية غير موفقة اختلف معه، وهو اخ عزيز ومثقف لاخلاف هنا، ولكن التركيز في البداية على الجانب السلبي في تقزيم اليمني وتوصيفه لم يكن موفق به.

فعندما نعرف انفسنا امام الاخر، والذي سوف يتناقله الكل، لايجب أن يجعلنا نركز على السلبيات في كرت التعارف، لأنها تهدم وتجعل البضاعة غير مقبولة، أي لاتسوق اليمن كما نريدها، وهي قليلة جدا، امام الكم الاهم والمهم المتواجد فينا، الذي يمكن الاخذ به والبناء عليه كهوية يمنية وصورة حسنة لمجتمعنا.

هنا لا اتفق مع الأخ المتحدث مثلا عندما اورد ٣ ايات في كرت تعريف اليمني، وتوقف المستمع هنا لان الباقي لن يعلق بالذاكرة للمستمع ولم يعد ذو معنى. توصيف ابناء اليمن من تلك النافذة فقط لم يكن صائب، اقلها لم أجد نفسي تتقبل ذلك كتوصيف لمجتمعنا. فانا كيمني اليوم اعاني صحيح وهذا يتطلب منا العمل على معالجة كوارثنا صحيح، لكن يجب ان اضع نفسي في المكان الذي اريده انا امام الاخر، وعلى قولتنا في وسط الديوان وليس عند الباب. لا يعجبني اظهار اليمني انه نكرة ومهزوز ومأزوم، وانه كافر بالنعمة، مثل اصحاب الجنة او انه ضال، وانه شيء طبيعي ان يظل ممزق لانه قدرنا، وان الامر حسم.

المقابلة المثيرة التي اساءت لليمنيين:

فاستدلال الضيف الكريم بأيات قرانية مثل نحن سلالة من قال فيهم القران” ربنا باعد بين اسفارنا وظلموا انفسهم فجعلناهم احاديث ومزقناهم كل ممزق” اي انهم بكفرهم حدث ماحدث، وان الله مكر بهم وفرق شملهم وكأنه أراد أن نظل حبيسين فكرة الامر محسوم بطرحه، وكأن الكفر والتمزيق والجحود نتوارثه في جيناتنا. نسى الأخ النعمان ان الاية القرانية توصف ايادي سبأ وهم كثر، أي العرب كلهم هنا، مثل غسان، الذين لحقوا بالشأم، والأنصار الذين لحقوا بيثرب، وخزاعة الذين لحقوا بتهامة، والأزد الذين لحقوا بعمان وغيرهم، بمعنى وصفت الاية حقبة زمنية لقوم من ايادي سبأ وفي توقيت معين، لايعني فيها استمرار الكفر كسلوك فينا. وعندما ننظر لما حصل فقد كان لربك حكمة في ذلك لكن لايمكن أن توصف أننا لضالون وغيره، وكانه ختم ابدي بتوصيفهم انهم دون سبيل” وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل” واننا مجتمع يكفرون بالنعمة مثل اصحاب الجنة، واننا تائهون او انا لضالون ونكتب ذلك في كرت التعارف بيننا وبين شعوب العالم والمنطقة كماركة.

ونسى المتحدث الفاضل أن من ايادي سبأ كان الانصار، والذين وصفهم الله -أي الاحفاد – منهم بقوله” اوليك الذين اتيناهم الكتاب والحكم والنبوة فان يكفروا بها هولاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين” ففي الاية السابقة التي عرفنا المتحدث أمام الاخرين اورد أننا من قوم مزقنا الله، وكان الأجدر أن يقول أننا من قوم وكلنا الله لاسيما ونحن نعي معنى التوكيل من الله بمعنى أننا قومٍ على قدر المسؤولية في الحفاظ على تلك الأمور. هنا نجد صورتين مختلفتين لجزء من ايادي سبأ، اي الجزء الأول أن الأجداد مزقهم الله والأحفاد وهم الأنصار وكلهم الله، والذين وصفتهم الآية ايضا بأن ليسوا بها بكافرين، وهي تعني قوم رضى الله عنهم ووكلهم.

هنا كان الاجدر أن يقول نحن احفاد من وكلهم الله بهذا الامر ومستمرون عليه لان الاستمرارية هي موجودة عند الابناء والأحفاد بينما الكفر انقطع عند الأجداد لاسيما وهم ايضا من قال تعالي فيهم ” والذين تبوؤوا الدار والايمان من قبلهم يحبون من هاجر اليهم ولايجدون في صدورهم حاجة مما اوتوا ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة”.

وايضا لو نظرنا لزاوية أخرى في تعريف اليمني بالمفهوم القراني فنحن من سلالة من قال تعالى فيهم ” يا ايها الذين امنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه اذلة على المؤمنين اعزة على الكافرين” . هولاء ايضا قوم سبأ الابناء والأحفاد، وهم اهل القادسية كما فسرها ايضا ليث بن ابي سليم. والى هنا لو كان المتحدث قال نحن من قوم وكلهم الله ورضى عنهم واحبهم لما حاد عن الصواب.

ونحن ايضا من قال فيهم وآخرين منهم لما يلحقوا بهم بقوله تعالى ” هو الذي بعث في الاميين رسولا منهم يتلو عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفى ضلال مبين واخرين منهم لما يلحقوا بهم..” او كان قال أنا من البلد التي وصفها تعالى “بلدة طيبة ” او قوله تعالى في توصيف اجدادنا انهم اولوا قوة واولوا باس شديد او توصيف النظام الاجتماعي السياسي الراقي والحصافة والامر اليك فانظري ماذا تامرين. او اقلها نتذكر ماقاله رسولنا الكريم يأتيكم أهل اليمن هم ارق قلوبا، والين افئدة، يريد القوم ان يضعوهم، ويأبى الله الا ان يرفعهم.

او قول رسولنا في ايادي سبأ وهم الازد أُسد اللَّه فى الارض يرِيد الناس ان يضعوهم ويأبى الله الا ان يرفعهم ” او قوله الإيمان يمان، وهم مني وإليّ او حتى قول رسولنا بل خيارُ الرجال اهل اليمن، والإيمانُ يمان، وانا يمان، واكثر القبائل يوم القيامة في الجنة مذحج، وحضرموت من خير بني الحرث.

الاخ الفاضل النعمان، نسى ان الرسول يقول اذا مروا بكم يسوقون نساءهم، يحْملون أبناءهم على عواتقهم، فإنهم مني، وانا منهم وهولاء هم ايضا ابناء واحفاد سبأ ونحن منهم، وايضا قوله عليكم باليمن إذا هاجت الفتن وهولاء هم ابنائنا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فإن قومه رحماء، وإن أرضه مباركة واني لأجد نفس الرحمن من ناحية اليمن.

كل ذلك لم نذكره وذكرنا فقط بقصة اهل الجنة، والتي يقال انها في قوم كانوا في الحبشة، وليست في اليمن وفيها اختلاف وحتى هي حادثة لايمكن أن تعممها على أمة وبالذات الأمة اليمنية وأنما هي درس قيمي، او تمزق ايادي سبأ.

اخي الفاضل النعمان اليمن مستهدفة في الوقت الحالي واجد التوصيف لليمني كما طرحت لاينطبق عليا أو على أبناء اليمن لاسيما في كرت التعارف، اليمن اوردها أنا اقلها كما اريد، أي اورد التاريخ، واين اثارنا ومن هم أبناء اليمن وليس كما يريد الآخر تقزيمنا. وكان كافي ان تقول أنت، أن اليمني هو ماجعلكم عرب لغة وجغرافيا وتأثير وثقافة وتاريخ ولقرون مستمرة.

واخيرا انظر الى هذه الصورة فهي تعكس اليمني ودقة عمله وعلمه من أيام سبأ، وهي وثيقة، الاجمل فيها أنه سبقت الصحف العالمية في هذا العصر، بجعل أول حرف فيها يكون هو الأكبر.

البروفيسور: ايوب الحمادي

إعلان

اترك هنا تعليقك وشاركنا رأيك