شهد اليمن تحولاً جذريًا من ماضٍ كان فيه أنهارًا وغابات خضراء إلى واقع يعاني فيه من شح المياه وخطر العطش، خاصة في المناطق الجبلية المكتظة بالسكان. يعود ذلك إلى عدة عوامل، منها الاستهلاك المفرط للمياه، وسوء إدارة الموارد المائية، والتوسع العمراني غير المدروس في المرتفعات.
إحصائيات مقلقة:
- يستهلك الفرد اليمني ما معدله 200 لتر من المياه يوميًا، في بلد يعتبر من أفقر الدول مائيًا.
- يبلغ إجمالي استهلاك اليمن من المياه 3.2 مليار متر مكعب سنويًا، في حين أن كمية المياه المتجددة من الأمطار لا تتجاوز 3 مليار متر مكعب.
- يعيش 80% من سكان اليمن في المرتفعات، حيث يستهلكون الجزء الأكبر من المياه المتاحة.
- انخفض منسوب المياه الجوفية في صنعاء من 200 متر عام 2008 إلى ما بين 700 و1000 متر حاليًا.
أسباب الأزمة:
تتعدد أسباب أزمة المياه في اليمن، وتشمل:
- الإفراط في استهلاك المياه: سواء في الاستخدامات المنزلية أو الزراعية أو الصناعية.
- تراجع معدلات هطول الأمطار: بسبب التغيرات المناخية.
- سوء إدارة الموارد المائية: وعدم وجود خطط فعالة لجمع وتخزين مياه الأمطار.
- التوسع العمراني العشوائي: في المرتفعات، مما زاد الضغط على الموارد المائية الشحيحة.
الحلول المقترحة:
للتغلب على أزمة المياه في اليمن، يقترح الخبراء عدة حلول، منها:
- ترشيد استهلاك المياه: من خلال رفع الوعي بأهمية المياه وتطبيق تقنيات ري حديثة في الزراعة.
- تحسين إدارة الموارد المائية: من خلال بناء السدود وحفر الآبار وتطوير شبكات الري.
- تشجيع الاستثمار في مشاريع تحلية المياه: للاستفادة من المياه المالحة المتوفرة في السواحل.
- وقف التوسع العمراني في المرتفعات: وتوجيه السكان نحو السهول والسواحل، حيث تتوافر المياه بشكل أكبر.
مستقبل قاتم:
إذا لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة أزمة المياه في اليمن، فإن البلاد تواجه مستقبلًا قاتمًا، حيث ستزداد معاناة السكان بسبب نقص المياه، وقد تتعرض بعض المدن للجفاف التام.
دعوة للعمل:
يتطلب حل أزمة المياه في اليمن تضافر جهود الحكومة والمجتمع الدولي والمنظمات المحلية والدولية. يجب العمل سريعًا لتنفيذ الحلول المقترحة وتأمين مستقبل مائي آمن للأجيال القادمة.