صنعاء، 18 يوليو 2024: في ظل الحروب والدمار التي عصفت باليمن، برزت كارثة بيئية واقتصادية جديدة تتمثل في التحطيب الجائر لشجرة السدر، التي تعتبر ثاني أهم شجرة في البلاد بعد شجرة دم الأخوين. وتشتهر شجرة السدر بإنتاجها لعسل السدر الفاخر، الذي يحظى بشهرة عالمية ويعد مصدر دخل هام للعديد من اليمنيين.
500 عام من النمو مهددة بالزوال
تعتبر أشجار السدر من الأشجار المعمرة، حيث يصل عمر بعضها إلى 500 عام. وتتميز هذه الأشجار بقدرتها على تحمل الظروف المناخية القاسية في اليمن، مما يجعلها مصدرًا هامًا للغذاء والظل للحيوانات والإنسان على حد سواء.
إلا أن التحطيب الجائر لهذه الأشجار يهدد بانقراضها، حيث يتم قطعها بشكل عشوائي وغير مستدام لاستخدامها كوقود للتدفئة والطهي، وبيع أخشابها في السوق السوداء.
عسل السدر: ثروة وطنية مهددة
يعتبر عسل السدر اليمني من أجود أنواع العسل في العالم، ويتميز بطعمه الفريد وقيمته الغذائية العالية. ويشكل إنتاج العسل مصدر دخل هام لأكثر من 150 ألف نحال يمني، يعتمدون على أشجار السدر لتوفير الغذاء لنحلهم.
ومع تراجع أعداد أشجار السدر بسبب التحطيب الجائر، يتعرض إنتاج العسل للخطر، مما يهدد سبل عيش آلاف الأسر اليمنية التي تعتمد على تربية النحل.
دعوة للحفاظ على شجرة السدر
يدعو خبراء البيئة والاقتصاد في اليمن إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية شجرة السدر من التحطيب الجائر. ويطالبون بتشديد القوانين التي تجرم قطع هذه الأشجار، وتوعية المجتمع بأهمية الحفاظ عليها كمصدر هام للغذاء والدخل.
كما يقترح البعض إطلاق مبادرات لزراعة أشجار السدر في المناطق المتضررة، وتعزيز دور النحالين في حماية هذه الأشجار من خلال تشجيعهم على زراعة الشتلات في مناطق رعي النحل.
مستقبل شجرة السدر في أيدي اليمنيين
إن الحفاظ على شجرة السدر ليس مجرد قضية بيئية، بل هو أيضًا قضية اقتصادية واجتماعية. فبقاء هذه الشجرة يعني استمرار إنتاج العسل اليمني الفاخر، وتوفير سبل العيش للآلاف من الأسر اليمنية.
لذا، فإن مستقبل شجرة السدر في اليمن يعتمد على مدى التزام اليمنيين بحمايتها والعمل على استدامتها للأجيال القادمة.