اليمن: بين العزلة والارتباط… أين ننتمي في عالم متغير؟

لا للعزلة ولا للتبعية... اليمن يبحث عن موقعه في العالم

0
74
لا للعزلة ولا للتبعية... اليمن يبحث عن موقعه في العالم
إعلان

اليمن والعالم، بين العزلة والارتباط تميزت العقود الثلاثة الماضية منذ التسعينات بما عرف بعصر العولمة، حيث سيطرت فكرة العالم كقرية واحدة على السياسات الدولية، وبنيت عليها مبادئ تنقل الأشخاص والبضائع والأفكار بشكل حر بين دول العالم، وبالطبع لم تستفد جميع الدول من هذه الموجة بشكل متساوي، فهناك دول غنية مثل أمريكا ودول أوروبا استفادت بشكل كبير من النظام الدولي القائم على فكرة العولمة وجيرته لصالحها، وهناك دول مثل الصين والهند وبعض دول آسيا وأفريقيا استفادت منه أيضا بشكل كبير لتخرج مئات الملايين من مواطنيها من دائرة الفقر، وبقي الكثير من الدول في صف المتلقي لمثل هذه السياسات ودون استراتيجية واضحة فلم تستطع الاستفادة من النظام العالمي السائد بل وخسرت الكثير من مواردها وتأثرت معيشة مواطنيها سلباً خلال العقود الماضية. وأخيراً هناك عدد قليل من الدول انعزلت عن النظام العالمي لأسباب مختلفة مثل كوريا الشمالية وكوبا وإيران، وتأثرت كذلك بسبب هذا الانعزال. وعند النظر في الفروق بين مواقف هذه الدول ومدى استفادتها من النظام العالمي السائد لخدمة مواطنيها نجد أنها لا ترتبط بحجم الدول أو عدد سكانها، ولا ترتبط بمواقعها الجغرافية، ولا ترتبط بالموارد الطبيعية الموجودة في هذه الدول، حيث نجد دول كبيرة استفادت ودول كبيرة لم تستفد، وكذلك دول صغيرة استفادت وأخرى لم تستفد، ودول غنية بالموارد استفادت وأخرى لم تستفد، ودول فقيرة بالموارد استفادت وأخرى لم تستفد. وبعد دراسة معمقة نجد أن الفارق الحقيقي هو في القيادات أو النخبة الموجودة في كل دولة وقدرتها على استيعاب متغيرات النظام العالمي ثم القرارات التي تتخذها ومدى حرصها على إعطاء الأولوية لتحسين معيشة مواطنيها مقابل المصالح الشخصية للقيادات أو النخبة الحاكمة أو المواقف الأيديولوجية الجامدة.

في السنوات الأخيرة يعيش العالم مخاض تغيير النظام العالمي، فهناك حراك متزايد في أمريكا وأوروبا يرى أن النظام السابق لم يخدم سوى نخبة حضرية معينة في المدن وأنه حرم الأغلبية من سكان هذه الدول من فرص العمل والاستفادة من موارد دولهم…إلخ ولذلك نشهد الآن نمو مستمر لشعبية الأحزاب والقيادات الشعبوية التي تطالب بإحياء المصالح الوطنية وإعطاءها الأولوية وإسقاط اتفاقيات التجارة الحرة واتفاقيات المناخ وطرد المهاجرين وإيقاف المساعدات الدولية للدول الفقيرة…إلخ، وهناك كذلك حراك من الصين لتثبيت موقعها الريادي الجديد على رأس النظام العالمي وهو ما يضعها في صدام مباشر مع أمريكا، وهناك روسيا ومحاولة فرض وجودها من جديد، وفي الإقليم لدينا دول مختلفة تحاول أن تؤثر في تشكيل النظام العالمي الجديد، من السعودية إلى إيران إلى تركيا إلى قطر والإمارات وغيرهم، وأصبح واضحاً مع مرور الوقت أن زمن سيطرة القطب الواحد (ممثلاً بأمريكا والغرب) قد ولى وأن الفترة القادمة ستشهد عالم متعدد الأقطاب بشكل أوسع.

إعلان
قفزة تاريخية للبيتكوين: هل تعود أمريكا كمركز للعملات الرقمية؟

البيتكوين يتجاوز 97 ألف دولار: آمال جديدة في سوق العملات المشفرة

0
البيتكوين تسجل مستوى تاريخياً جديداً سجلت عملة البيتكوين مستوى تاريخياً جديداً، متجاوزةً 97 ألف دولار للوحدة لأول مرة على الإطلاق. هذا الارتفاع الكبير يعكس حالة...

جدول المحتويات

السؤال هو أين ينبغي لليمن أن يتموضع في ظل هذه التغيرات العالمية والإقليمية؟ شخصياً لا أؤمن بالعزلة والانغلاق، وأعتقد أن النماذج القائمة على ذلك أثبتت فشلها، كما أنها ضد الحكمة الإلهية (وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا) كما لا أؤمن كذلك أن نكون متلقين فقط، بل يجب علينا أن نكون مؤثرين ومتأثرين، نحصد ما نستطيعه من فوائد وإيجابيات ونتجنب السلبيات، ونساهم بفعالية في تشكيل النظام العالمي الجديد، بما يعود بالنفع على المواطن اليمني ويجنبه المخاطر. وطبعا لن يأتي هذا إلا بالعلم، فيجب علينا أن نعرف ماذا نريد وما هو الأصلح لنا، كما يجب علينا أن نفهم ماذا يريد الآخرون، وما هي الجوانب التي يمكن أن تتقاطع فيها مصالحنا مع مصالح الآخرين. وهذا ما عملت عليه شخصياً لحوالي ١٥ عام في مجال التنمية والاقتصاد والعلاقات الدولية سواء في عملي في جامعة اكسفورد أو عضويتي في المنتدى الاقتصادي العالمي أو كعضو مجلس أمناء مؤسسة صلتك وغيرها من الجهات وذلك للمساهمة في ما ينفع اليمن ورد الجميل ولو بالشيء اليسير وأتمنى أن يمكنني الله من الاستمرار في ذلك. ويعلم الجميع أننا نشهد اليوم في اليمن تنازع رؤى مختلفة حول طبيعة العلاقة بين اليمن والعالم، وأتمنى أن تشاركوني وجهات نظركم حول هذا الموضوع إجاباتكم على السؤال حول أين ينبغي لليمن أن يتموضع في ظل هذه التغيرات العالمية والإقليمية؟

إعلان

اترك هنا تعليقك وشاركنا رأيك