بلا خجل، أرى مزاد علني على صفحات التواصل الإجتماعي للمساومة، والمقايضة في الدم، دم من أزكى، ومع من يٌفضل أن نتعاطف، مع قتلى التفجير الأخير في العند، أم الشاب الشمالي العائد من غربته وقتل في الجنوب ؟ .
وإذا تعاطفنا، لمَ لم تتعاطف معنا هذه النخبة وتلك .. الخ
حوار رخيص أخجل من أن استكمل قراءته، وأتعجب من جرأة اصحابه، ما يفزعني أكثر هو الإصرار على تدول القضية مع اضافة عبارات جهوية تشير إلى أصول الشاب، ماهي الفكرة وراء إلحاق كلمة ” شمالي أو جنوبي ” في أي جريمة قتل او اغتيال أو تعذيب حدثت في أقصى الشمال أو الجنوب، هذه التوصيفات أتفهمها في حالة حرب صريحة، لكن في حوادث قتل كهذه، لمَ نفترض من عندنا دوافع القاتل .. ونُسيس هكذا جرائم ؟ .
جرائم لا يبررها إلا مختل نفسي، ونبرأ أن يكون قطع الطرقات والحرابة أمر له صلة في القضية الجنوبية، بل هذه نتيجة طبيعية لحرب طويلة اختلت فيها أنفس الناس، واختلطت فيها كلّ الأمور ، حتى لبس المجرم بدلة عسكرية، وهٌجر الشريف من أرضه، وأغتيلت فيها الكفاءات الوطنية، وتقلد أعلى المناصب تجار الحروب، وجهلة القوم .
كلّ ما يمكن أن نفعله أن نطالب بتحقيق جدي مع مرتكبين الجريمة، وتقديمهم لمحاكمة علنية يشهدها الجميع، حتى يصبحوا عبرة لجميع الأجهزة الأمنية، والتشكيلات العسكرية التي تعيث في الأرض فسادًا منذ سنوات في معظم المحافظات الجنوبية، وإذا كنا معنيين ببناء دولة، فنحن معنيين ببناء الإنسان أولاً ، قدموا لهؤلاء الجنود والضباط دورات تأهيلية في حقوق الإنسان قبل أن تزينوا أكتافهم بالنجوم، فلا يمكن أن يكون المقاتل وطني طالما وأن دافعهُ الوحيد من القتال هو المستحقات المالية في آخر الشهر .
عزائي لكل اسرة الشهيد عبدالملك السنباني، واعتذاري لوالدتهٌ عن كلّ هذا الألم الذي قذف في صدرها دفعةً واحدة، وعن كلّ هذا الهراء الّذي لم يتوقف رهبةً، واحتراما لجلال الموت .
المصدر: فيسبوك
صفحة : زينة الغلابي