لم يسبق للمغاربة أن عاشوا مثل هذا الزلزال الذي بلغت قوته 6.8 درجة على مقياس ريختر، وفقاً لمرصد الزلازل الأميركي USGS. وكان مركزه على بعد 70 كيلومتراً جنوب غربي مراكش في جبال الأطلس، ووقع الزلزال على عمق 18.5 كيلومتر، وخلف مئات القتلى والمفقودين. مغاربة من المناطق المتضررة تحدثوا إلى “اندبندنت عربية” عن كيف نجوا من الكارثة؟
“كنت مصدومة”
تعد مدينة مراكش من المدن المتضررة من الزلزال، إذ تحكي عائشة البالغة من العمر (40 سنة)، التي تعيش في حي المحاميد “كانت ليلة مرعبة، كنا جالسين نشاهد التلفزيون. فجأة بدأنا نشعر بالأرض تتحرك، والرياح تعصف بالنوافذ. كانت الجدران تتشقق، وكان كل شيء يتحرك من حولي ويسقط على الأرض. شعرت برهبة، لم أفهم ماذا وقع. كنت مصدومة جداً، وشعرت بالخوف”.
وتمضي المتحدثة ذاتها قائلة “كنا نسمع صراخ الأطفال والنساء. ابني صغير أمسك بيدي وطلب مني أن نهرب لأنني كنت مصدومة، لم أكن واعية بما حصل، كانت كارثة، هربت أنا وابني إلى مكان تجمع الناس، حيث أمضينا الليلة في الشارع، كانت ليلة استثنائية”.
وتضررت المباني العتيقة في المواقع التاريخية بمدينة مراكش، بما في ذلك أجزاء من الجدران الحمرا المحيطة بالمدينة القديمة، وهي مصنفة مواقع أثرية من طرف منظمة “اليونيسكو”.
“معارفي تحت الأنقاض”
ومن جهته يحكي خالد الذي يعمل مدرساً في مدينة مراكش “توفي صديقي هو وزوجته وأمه وابنه، شعور غريب وصدمة، معارفي تحت الأنقاض لا نعرف هل هم أحياء أو موتى، لقد دمر الزلزال قرى في إقليم الحوز نواحي مراكش”.
ومن بين أكثر المتضررين سكان جبال الأطلس بين مراكش وتارودانت، حيث أطلق شاب مغربي في منطقة مولاي إبراهيم نداء في عبر مقطع فيديو يطالب “بضرورة توفير معدات الإسعاف لإنقاذ العائلات تحت الأنقاض”، وتطوع مواطنون مغاربة لإنقاذ الضحايا.
وأطلق شباب مغاربة نداء استغاثة على مواقع التواصل الاجتماعي، مثل أوناين عبدالهادي الذي أطلق حملة على “فيسبوك” للمطالبة بإنقاذ الضحايا، “اغيثوا دواوير بأوناين الوضع كارثي، السكان من دون ملجأ، نحتاج دعم السلطات المتخصصة بفارغ الصبر”.
منطقة أوناين من المناطق الهامشية بضواحي مدينة تارودانت، وفي هذا الصدد يقول رشيد، الذي يعيش في مدينة أكادير للعمل، بينما تعيش عائلته في منطقة أوناين، “انقطعت الكهرباء عن سكان القرى في أوناين، وما زلنا حتى الساعة لا نعرف مصير العائلات، لا يزال الناس تحت الأنقاض”.
“كأنه يوم القيامة”
في مدينة مراكش، شعر السكان بالهلع من الهزات الأرضية بحي رياض الزيتون، “لم يسبق لنا أن شعرنا بمثل ذلك الإحساس، من الخوف والرعب، عندما تجد أن أثاثك وكل شيء في البيت يسقط، ولا تعرف كيف تتعامل مع مثل هذه اللحظات الصعبة”، تتحدث لطيفة عن تجربتها. وتضيف “زلزال لم نعشه من قبل، كأنه يوم قيامة، لم ننم الليل، لم أتخيل يوماً أنني سأعيشه، كان زوجي نائماً، أيقظته حينها، كنت أسارع أنا وزوجي الزمن للهرب من البيت قبل أن تسقط الجدران علينا، كانت لحظة صعبة، حتى عندما خرجنا للشارع، وجدنا الناس متجمعين، لم نفهم ماذا حصل، كنت أسأل الشباب عن هذا الجحيم الذي نعيشه وهل سيتكرر، لم تكن هناك معلومات، وحتى كيف نتعامل مع الكوارث، إنه بالفعل شعور بالعجز وهل سيتكرر الزلزال مرة أخرى”.
انقطع التيار الكهربائي في القرى المتضررة، ووجدت لطيفة صعوبة في التواصل مع أفراد عائلتها بمنطقة شيشاوة نواحي مراكش، وتقول في هذا الصدد، “أحاول الاتصال بهم، هواتفهم غير مشغلة، ولا نعرف مصيرهم هل هم على قيد الحياة أو ماتوا بسبب الزلزال، إنه شعور بالخوف من أن تفقد أفراد أسرتك، لا أحد يخبرنا بمصيرهم إنها الفاجعة”.
المصدر : إندبندنت