زار القوات المسلحة الإسرائيلي، خلال الـ24 ساعة الماضية، جميع ألوية المشاة والمدرعات إلى قطاع غزة، في أكبر تحشيد عسكري منذ بدء الحرب. هذا التحرك يأتي ضمن مرحلة جديدة من عملية “عربات جدعون”، التي بدأت فعلياً في 18 أكتوبر، وترتكز على شمال غزة وخان يونس. عمليات النزوح تتسارع، حيث فرّ أكثر من 172 ألف فلسطيني خلال أسبوع واحد، تحت وطأة القصف المستمر. عملية التقدم تتم ببطء، مع التركيز على تقليل خسائر الجنود، وسط اتهامات دولية لإسرائيل بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، رغم الدعم الأمريكي. الحرب خلفت أكثر من 176 ألف شهيد وجريح.
خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، دفع القوات المسلحة الإسرائيلي جميع وحداته النظام الحاكمية من المشاة والمدرعات إلى قطاع غزة، في أكبر تحشيد عسكري منذ بدء الحرب. تأتي هذه الخطوة في إطار ما وصفته تل أبيب بتوسيع المناورات البرية، في وقت يواصل فيه عشرات الآلاف من الفلسطينيين النزوح بسبب القصف والدمار.

نقلت هيئة البث الرسمية في إسرائيل، عن مصادر عسكرية لم تصرح بأسمائها، أن القوات المسلحة قد استكمل إدخال 9 ألوية نظامية، تشمل وحدات مشاة ومدرعات. ولفتت إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار تنفيذ المرحلة التالية من عملية “عربات جدعون”، التي صادق عليها المجلس الوزاري المصغر في 4 مايو/أيار الجاري.

بدأت إسرائيل فعلياً في تنفيذ هذه العملية في 18 من الفترة الحالية الجاري، بشن هجمات برية من عدة محاور. وتشير التقديرات العسكرية إلى أن العمليات ستستمر لأشهر، وتشتمل على “إجلاء شامل” لسكان المناطق التي تصفها إسرائيل بمناطق القتال، بما في ذلك شمال غزة وخان يونس في الجنوب.

خلال الإسبوع الماضي، صرح القوات المسلحة الإسرائيلي عن دخول الفرقتين 98 و162 إلى قطاع غزة، لينضما إلى وحدات 252 و143 و36 المتواجدة مسبقاً في المنطقة.
صرحت هيئة البث أن هذه الخطوة تمثل بداية “المرحلة المكثفة” من عملية “عربات جدعون”، التي تشمل إدخال آلاف الجنود الإضافيين إلى ميدان العمليات.

على الرغم من التصعيد البري، نوّهت المصادر العسكرية أن العمليات تجري بوتيرة بطيئة، بناءً على تعليمات رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير، الذي وجه بالتركيز على “الاستقرار وتقليل الخسائر في صفوف الجنود على حساب السرعة”، مما يترجم إلى أرض الواقع بتغطية جوية مكثفة للتقدم البري.

في الوقت نفسه، تشهد مناطق واسعة من قطاع غزة موجة هائلة من النزوح، إذ صرحت منظمة الهجرة الدولية أن أكثر من 172 ألف فلسطيني قد هجّروا من منازلهم خلال أسبوع واحد فقط، نتيجة القصف العنيف والتصعيد المستمر.

لكن النازحين، وفقاً لشهادات السكان المحليين، لا ينجون من الهجمات الإسرائيلية حتى في المناطق التي يلجؤون إليها، حيث استُهدفت تجمعات للنازحين وقوافل للإخلاء، مما أسفر عن عدد كبير من الضحايا بينهم.
منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تواصل إسرائيل حرباً وصفت بأنها “الأعنف” في تاريخ عدوانها على غزة، حيث أودت بحياة أكثر من 176 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود تحت الأنقاض، في ظل حصار خانق ونزوح جماعي لمئات الآلاف.
تواجه إسرائيل اتهامات واسعة من منظمات دولية بارتكاب جرائم إبادة جماعية وتهجير قسري، في حرب مستمرة منذ شهرها العشرين، والتي تحظى بدعم أميركي غير مشروط.