الوضع في اليمن معقد وشديد التداخل، حيث أصبحت البلاد مسرحًا لصراع بين العديد من الأطراف الدولية والإقليمية، بجانب الأطراف اليمنية المتحاربة. فقد استغلت هذه القوى الخارجية الصراع في اليمن لتحقيق مصالحها الاقتصادية والسياسية، بشكل مباشر أو عبر وكلاء محليين مثل جماعة الحوثيين.
على الرغم من عدم الاعتراف الرسمي بجماعة الحوثيين، إلا أن الصراع معهم تحت مسميات مختلفة كان واضحًا، كما في عمليات التحالف العربي في البحر الأحمر وباب المندب. ورغم الجهود العسكرية المكثفة، لم يتم تحقيق أي تقدم ملموس في هذا الصراع، وأقر أطراف كبرى مثل أمريكا وبريطانيا بشبه عجزهم عن حسمه.
في هذه الأثناء، قامت إسرائيل بقصف منشآت في اليمن، مدعية أنها ردّ على هجوم أدى إلى مقتل شخص واحد. ويُفهم من تصريحات المسؤولين الإسرائيليين أن هذه الضربات كانت بموافقة ضمنية من القوى الغربية، وذلك لتصعيد الصراع في اليمن وتحميل إيران مسؤوليته، على الرغم من أن الصراع في اليمن هو في الأساس صراع بين أطراف محلية ودولية متعددة.
ظل وضع اليمن متدهورًا على الصعيد الإنساني، مع اعتماد الكثير من اليمنيين على المساعدات الدولية المحدودة. وأمام هذه التطورات، يتساءل المراقبون عما يجب على الدول العربية المعنية مثل مصر والسعودية أن تفعله لمواجهة هذا التدخل والتصعيد الخطير في اليمن قبل فوات الأوان.
المصدر : تحليل مقال اللعبة كبيرة..الحلفاء الاعداء؟؟ بقلم عبدالرحمان الخضر