إعلان

مرحبا بأهل اليمن في بلدهم الثاني!!!!!

الحرب ليست التدمير والقتل فقط وانما الخوف الجماعي, يكون محصلتها تمزق المجتمع إلى مناطق ومذاهب وطوائف وذئاب متقاتلة ممتلئة بالكراهية لبعضها وروح الانتقام. ففي بداية الربيع العربي كان هناك شخص يخرج من الصلاة ويجد الأخوة وهم من كثرة الشحن من الخطبة متأثرين ويناقشون, كيف فعلت المقاومة في سوريا وكيف فعل الجيش المرتزق لكنهم ينسون ان الحرب هي إحتدام الكراهية والتحريض من الكل ضد الكل. كانوا يحاولون إقناعه أن الانتصار في الحرب لن يطول شهرين او ثلاثة, برغم إن معلومات الجميع من الفيس بوك, والذي هو ٨٠ % كلام افتراضي غير صحيح. وكلما كان يحاول هذا الشخص يوضح لهم الواقع والمعوقات, كانوا يشكون إنه يدافع عن النظام الفاسد برغم انه لا يعرف بلدهم ولم يزورها اصلا, وكانوا يؤكدون له أن بلدهم فيها رجال مستعدون لتقديم دمائها وكل شيء تملكه, وهو لا يختلف معهم حول هذه النقطة.

إعلان

نقطة خلافه انه يرفض الشحن وخطاب الكراهية والتحريض والحرب من حيث المبدأ. حاول هذا الشخص يفهمهم أن الحروب تفرض على من يشارك بها, لكن لا يوجد إنسان عاقل يذهب إليها, وهو عنده مكان امن واهله جنبه فرفضوا كلامه, مما جعله يدخل معهم رهان, و الذي طرحه لهم كما يلي” انتم هنا مجموعة كبيرة تعيشون بآمان, هل عندكم استعداد للتضحية” قالوا بصوت واحد نعم. قال انحلت المشكلة من دون ان نحتاج نقاش, أنا امسك شواربي والتزم أمامكم أني سوف أوصلكم إلى بلدكم وادفع لكم من مالي الخاص مصاريف الطريق والسلاح وأتحمل ذلك وانتم تعرفوني لا ارجع في كلامي.

بوصاصو ويكيبيديا
بوصاصو ويكيبيديا
ميناء بوصاصو منشئ الصورة: STR‏
ميناء بوصاصو منشئ الصورة: STR‏

وأضاف وأنتم ما شاء الله رجال أصحاء وقادرون على حمل البندقية, فالمال من عندي, وكذا نجعلكم تعجلون بسقوط النظام كما تحلمون. كان على قناعة وإطلاع أن الكلام سهل والفلسفة سهل والنقاش سهل, أما فهم معاناة الناس فلن يفهمها احد لاسيما وهم على بعد ٥٠٠٠ كيلو متر من الحدث.فالناس بسبب الشحن من الداخل والخارج يقاتلون ويقتلون وغيرهم ينظر ويرسل رسالة او مواساة وكأنه خاض هو المعركة.

طبعا الجماعة حاولوا يخرجون من الموقف من أمامه, وقالوا اتفقنا ولكن عندما يبدأ الجهاد المسلح. فقال لهم الشخص وأنا معكم منتظر, وبعدها بكم أسبوع بدأ النفير والأمور صارت مزعجة وناس تقتل بشكل جنوني. التقى بهم وقال لهم أن وقتكم قد جاء ولا زلت ممسكاً بشواربي وسوف أوصلكم إلى داخل بلدكم. من يومها بطلوا يناقشون أمور بلدهم أمامه وحتى صاروا مشغولون في امورهم ويتجنبوا الحديث معه, والحمد لله فهموا الدرس وهم بخير يعيشون في آمان وعلى اغلب الظن لأزلوا يمارسون المقاومة في العالم الافتراضي والزوم واحتمال وهم يشربون القهوة ويوزعون صكوك وطنية لابناء بلدهم, ولكن ليس بنفس وتيرة الأيام الاولى.

كتبت في اول ايام الحرب نفس السياق الذي طرح لابناء سوريا ” … ان الحرب سوف تجعل الناس يعيشون معركة يومية امام لقمة العيش والازمات، التي لن تنتهي للبحث عن البترول والديزل والدقيق والدواء والغاز و الكهرباء. فمن غابت الرحمة و الإحساس بمعاناة أهله وناسه في اليمن و يريد أن يتخندق في جبهة معينة فليذهب إليها بدل من الحرب في الفيس بوك وهو يحتسي القهوة، وأنا على ثقة أنكم قادرين على تحمل تكاليف السفر…”.

قفزة تاريخية للبيتكوين: هل تعود أمريكا كمركز للعملات الرقمية؟

البيتكوين يتجاوز 97 ألف دولار: آمال جديدة في سوق العملات المشفرة

0
البيتكوين تسجل مستوى تاريخياً جديداً سجلت عملة البيتكوين مستوى تاريخياً جديداً، متجاوزةً 97 ألف دولار للوحدة لأول مرة على الإطلاق. هذا الارتفاع الكبير يعكس حالة...

جدول المحتويات

وقلت في بداية ايام الحرب “…نحن في اليمن حدودنا البرية فيها سياج و مقفلة ويمنع القرب منها من عدة كيلومترات ولن يكون معنا الا البحر منفذ الى من هم افقر منا. لذا ارجع واقول فكروا كثيرا قبل التمترس وراء قناعة الحرب ونشوة حمل البندقية. فالحرب تبداء بطلقة ولا تنتهي إلا بشعوب محاصرة, ومتناحرة ومقسمة. أبنائها في ريعان شبابهم في المقابر او لاجئين أو هاربين وغارقين من زحمة القوارب. الحرب بين ابناء الوطن الواحد والاخوة والحصار تضيع الكرامة وتجلب الفقر و المهانة…”

ما ذكرني بهذه الموضوع من بداية الحرب هو ان ما اكتبه هو مايحصل ومن يعد لكتابتي من اول ما دخلت الفيس سوف يجد انها تنطبق بنسب كبيرة.

اليوم استقبلت مدينة بوصاصو الساحلية الصومالية السفينة الثالثة من اللاجئين اليمنيين, والذين تجاوز عددهم 164 عائلة، وأغلبهم من النساء والأطفال الذين لجؤوا من مناطق تشتعل فيها الصراعات حسب اخبار الصومال. المحزن ان كل اليمن ضاقت عليهم برغم مساحتها وجزرها لكن الجميل هنا اننا الان ادركنا ان تعاملنا بشكل لائق مع ابناء الصومال عندما كانت بلادهم في صراع هو ماجعل ابناء الصومال واثيوبيا وغيرهم اليوم يقولون لنا مرحبا بأهل اليمن في بلدهم الثاني.

بقلم: البرفيسور: ايوب الحمادي

المصدر: وسائل إعلام مواقع التواصل الإجتماعي

إعلان

اترك هنا تعليقك وشاركنا رأيك