المقال يمثل وجهة نظر كاتبه وليس بالضرورة أن يمثل الموقع.. بقلم أنس القباطي: الشيخ سلطان السامعي عضو المجلس السياسي الأعلى رمى حجرا في بركة الفساد الآسنة، نجح في تحريك المياه، لكن هناك من يسعى لمنع هذه المياه من التحرك، وهو منع لا يستهان به، لان القوة التي ترفعه تقف خلفها قوى فساد توسعت مصالحها وتشابكت، بل وتعمقت وتجذرت، واصبح اسها مرتفع القيمة ومرفوعا على رقم كبير من الجبايات غير القانونية والمنافع التي غيرت مجاريها من وادي الشعب إلى شعاب الفاسدين ومن يدور في فلكهم.
تقرير السامعي يشخص في مجمله حالة الكساد التي تعيشها الأسواق، ورقعة الفقر التي تتوسع، ومساحة البطالة التي تتمدد، ومشاكل رأس المال الذي لم يعد أمامه من خيار سوى الهجرة، والمحسوبية التي سجنت الكفاءات والأيادي البيضاء بين جدران منازلهم، وهو جرس انذار يحذر السلطة من مخاطر احتكار المنفعة في ايدي شلل تنتمي لجغرافيا محددة. وفي جله هو طوق نجاة للسلطة ان احسنت التعاطي معه، وهذا التعاطي لن يتم الا بمسك القلم وتدوين اسم الوصفة الدوائية الناجعة.
الشيخ سلطان السامعي ادى ما عليه، والآن الكرة في ملعب السلطة، ومن مصدر قرارها سيأتي القرار، فإما ان يكون مصير تقرير السامعي مصير تقرير هلال – باصرة، وعلى السلطة تحمل التبعات والمآلات، واما ان تتخذ القرار الشجاع فتنقذ شعب ووطن من متاهات الضياع، وتضخ حيوية الشباب في جسدها. الأمر بأيديكم والواقع امامكم، والفالح هو من يعتبر بمن سبقوه.