الرئيس الأوكراني يقدم الحل النهائي لبوتين.. هل سينهي الحرب؟
مع دخول الهجوم الروسي على أوكرانيا أسبوعه الخامس، أعلن مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون)، الأربعاء
أن الأوكرانيين أجبروا القوات الروسية على التراجع خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية لمسافة تزيد عن 30 كلم شرقي كييف، وأن الجيش الروسي باشر بإقامة مواقع دفاعية في عدد من جبهات القتال.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن كييف مستعدة للتخلّي عن عضوية حلف شمال الأطلسي (الناتو) إذا تم وقف إطلاق النار وانسحبت القوات الروسية وضمان أمن بلاده.
وأوضح زيلينسكي في حوار مع التلفزيون الرسمي الأربعاء أن خطوة بلاده تأتي بغية تحقيق توافق بين “الغرب الذي لا يعرف ما سيفعله في ما يخص انضمام أوكرانيا للناتو، وبين أوكرانيا التي ترغب في ضمان أمنها، وبين روسيا الرافضة لتوسّع الحلف”.
وأكّد أن أوكرانيا مستعدة للتخلي عن فكرة انضمامها إلى الناتو، في حال انسحبت القوات الروسية من أراضيها وتم وقف إطلاق النار وضمان أمن بلاده.وجدد الرئيس الأوكراني دعوته لعقد مباحثات مباشرة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين. وأضاف أنه من غير الممكن فهم ما إذا كانت روسيا ترغب في إنهاء الحرب أم لا، دون اللقاء مع بوتين.
وفي الرابع والعشرين من فبرايرالماضي أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية “مشددة” على موسكو.
وتشترط روسيا لإنهاء العملية تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف “تدخلا في سيادتها”.
وبعد شهر من بدء الهجوم الروسي، يبدو الوضع بلا شك أصعب مما كان يتصوره بوتين، لكنه مازال مستعدا لدفع الثمن لتحقيق أهدافه، وفق الخبراء. لكن لدى بوتين أيضا أبواب دبلوماسية للخروج من الوضع إذا لزم الأمر ولكن عليه أن يتوقع تحديات خطيرة إذا اختار احتلال أوكرانيا بأكملها.
ولم تتغير أهداف بوتين التي تُختصر في بقاء أوكرانيا على “الحياد” و”نزع سلاحها”، أي بعبارة أخرى عدم انضمام هذه الجمهورية السوفيتية السابقة إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو). ولم يعد الكرملين يراهن بالضرورة على الإطاحة بالرئيس الأوكراني الذي أصبح رمزا للمقاومة في نظر العالم الغربي.
وتشير ماري دومولان الخبيرة في المجلس الأوروبي للعلاقات الدولية إلى أن “الخطة الأولية، التي ربما انطوت على شن حرب خاطفة للسيطرة على كييف بسرعة كبيرة وإسقاط الحكومة الأوكرانية، لم تنجح”.
ويواجه الهجوم الروسي مقاومة أوكرانية غير متوقعة تعقد الأمر بالنسبة إلى الكرملين الذي اعتاد إحراز نجاحات عسكرية فورية بدءا من ضم شبه جزيرة القرم في عام 2014 إلى التدخل في سوريا إلى جانب الرئيس بشار الأسد.
ويقول فريديريك تشاريلون أستاذ العلاقات الدولية في جامعة كليرمون أوفيرنيو ومؤلف “حروب النفوذ” “مازال بوتين يراهن على أن الحرب لن تدوم وأنه في نهاية المطاف سيفرض نفسه بفضل حجمه العسكري، مهما كانت المقاومة التي يواجهها على الأرض”.
ويضيف الأكاديمي الفرنسي أن أمام الصعوبات التي يواجهها الجيش الروسي على الأرض وسلسلة العقوبات المفروضة على روسيا فإن بوتين “يتجه أكثر فأكثر نحو حرب تقوم على التدمير والعقاب”.
وتقول تاتيانا ستانوفايا الباحثة في مركز كارنيغي في موسكو “السؤال ليس في ما يريد الحصول عليه، ولكن كيف وبأي ثمن. سيستغرق الأمر وقتا، وسيسبب المزيد من المآسي، لكنه مقتنع بأن ليس لديه خيار وأنه مكلف بمهمة تاريخية” تتمثل في استعادة النفوذ الروسي.
وإذا انهار الجيش الأوكراني المحاصر في شرق البلاد، فمن المحتمل أن تسيطر موسكو على بلد يبلغ تعداد سكانه نحو 40 مليون نسمة، أكبر من فرنسا وسيكون بمثابة منطقة عازلة أمام الحلف الأطلسي.
لكن روسيا تخاطر أيضا بأن تجد نفسها في مواجهة حالة تمرد. إذ يرى تشاريلون أنه “سيكون عليه الصمود. فالسيطرة على منطقة في مواجهة حركة متمردة أمر صعب للغاية”، مشيرا إلى أن الأميركيين واجهوا التحدي نفسه في العراق وأفغانستان.
كما يخشى البعض تصعيدا عسكريا من جانب روسيا من استخدام الأسلحة الكيمياوية إلى شن هجمات على القوافل الغربية التي تنقل مساعدات عسكرية وإنسانية إلى أوكرانيا.
المصدر: سوشال