الجنوب المكذوب
منذ إعلان قيام المجلس الانتقالي في 2017م وإلى اليوم لم يستطع أن يكون ممثلًا للقضية التي ينادي بها، فقد انكشف المستور وبان المخفي وسقطت ورقة التوت، وتحول القائمون على المجلس إلى تجار حروب وأرباب رؤوس أعمال في الداخل والخارج.
في أقصر مما توقعنا، كان الانتقالي قادرًا على إسقاط قناعه الواهن، وتبين زيف شعار مشروعهم وكذب مخططاتهم في استعادة حدود ما قبل 90، وتولي مقاليد الحكم في جنوب اليمن.
ما قام به الانتقالي يناقض أهداف الكيان، فمن يسيطر على القرار يسير بعقلية الاستيلاء على الثروة ويعتبر جنوب اليمن أشبه بملكية خاصة يملك وحده حق التصرف فيها وتقرير مصيرها.
في مدة وجيزة امتلأت أرصدة الزبيدي وبن بريك وبقية الحاشية بالملايين، وتبسط ميليشياتهم على مئات الهكترات في عدن وغيرها.
يضحك هؤلاء على المغررين وعميان التبعية بكلماتهم الثورية التي تتلاعب بعواطف المكلومين من الشعب وشحن الملايين ضد الفشل الشرعي والفساد الحكومي المستفحل ، بينما لا يختلف فساد الانتقالي البتة عن غيره، بل فاق الجميع، فقد امتزج فسادهم بدماء المظلومين وصرخات المحبوسين.
حضرت مختلف القوى في اليمن، وغابت الكرامة، وساءت أوضاع ملايين الشعب، حرمان تلاه فقر، بلاد مملئوة بالأوبئة، ومستويات عالية في الجريمة، وانخراط كل مقومات قيام الدولة السليمة بفعل تمرد صنعاء اللعين وانقلاب عدن الأسود.
يموت الشعب بآلات الموت، وأفعال الفساد، ويستمر الناهبون في طريقهم، لا شيء يوقفهم، والأكثر من ذلك أنهم لا يزالون يصدقون أنفسهم بأنهم ممثل للشعب دون تقديم أدنى خدمة وإن كانت بتوفير الحقوق من مرتبات وبناء ما هدمته الحروب، فكل ما يفعلون افتتاح معسكرات جديدة في مناطق سكنية، أو بناء سجون سرية فوق وتحت الأرض، وفرض الجبايات والإتاوات دون وجه حق.
توفرت الفرصة بعد حرب 2015 في البدء بمشروع الأقاليم، وكان بإمكان رؤوس الانتقالي أن تكون حاكمًا شرعيًا لعدن إن شدَّ على المشروع وآزره، ولكن رفضه المتآمرون، واستُجلِبت فئة معينة مدعومة بالمال ومحمَّلة بالسلاح لتعطيل المشروع وتحقيق الفوضى.
بقلم: عادل الحسني
المصدر: وسائل اعلام مواقع التواصل الاجتماعي