في تطور مفاجئ ضمن مسار المواجهة الفلسطيني الإسرائيلي صرحت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن بدء مفاوضات مباشرة ومتقدمة مع إدارة القائد الأميركي دونالد ترامب، في خطوة تعد الأولى من نوعها، وقد تمهد لتفاهمات تقود إلى وقف شامل لإطلاق النار في قطاع غزة.
وتأتي هذه التطورات بعد اتصالات مكثفة بين الطرفين خلال الأيام القليلة الماضية أسفرت عن إعلان حماس نيتها إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأميركية عيدان ألكسندر، في مبادرة وُصفت بأنها خطوة لبناء الثقة وفتح المجال أمام تفاهمات أوسع لوقف إطلاق النار.
من جانبه، أشاد القائد الأميركي دونالد ترامب بهذا الإعلان، وكتب في منشور على منصات التواصل الاجتماعي “أنا ممتن لكل من ساهم في تحقيق هذا النبأ التاريخي”، واصفا عملية الإفراج بأنها “بادرة حسن نية”.
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) May 11, 2025
وأضاف ترامب “نأمل أن تكون هذه أولى الخطوات الأخيرة اللازمة لإنهاء هذا النزاع الوحشي”، معربا عن أمله في أن يتم إطلاق سراح جميع الأسرى، وإنهاء القتال المستمر في غزة.
وقد حظي الاتفاق بين حركة حماس وإدارة القائد الأميركي دونالد ترامب بانتشار واسع على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تفاعل مغردون فلسطينيون وعرب بشكل كبير مع الخبر، واعتبر العديد منهم أن هذه الخطوة تمثل “اتفاقا تاريخيا” قد يفتح آفاقا جديدة نحو إنهاء الحرب على غزة.
عاجل .. معلومات عن اتفاق تاريخي بين حماس وامريكا هو الأول من نوعه ومن دون اسرائيل
— ٍñäþīlä fäḑễl (@NabilaFadel6060) May 11, 2025
وتركزت تعليقات المغردين على أهمية هذه المبادرة في تغيير قواعد اللعبة، معتبرين أن التفاوض المباشر بين “حماس” وواشنطن يعد تطورا سياسيا غير مسبوق في سياق المواجهة الفلسطيني الإسرائيلي.
وفي هذا السياق، لفت الإعلامي والكاتب السياسي فايد أبو شمالة إلى أن تأثير اتفاق حماس والأميركيين على الكيان الإسرائيلي سيعتمد على ما سيحدث في الشارع الإسرائيلي، حيث تصل بعض التوقعات حد القول إن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ستسقط، في حين يرى آخرون أن انتخابات مبكرة قد تُجرى.
ما تأثير اتفاق حماس والأمريكان على الكيان؟
سيعتمد ذلك على ما سيحدث في الشارع الإسرائيلي، بعض التوقعات تصل حد القول أن حكومة نتنياهو ستسقط والبعض يقول انتخابات مبكرة وهناك من يستبعد كل ذلك ويرى ان نتنياهو سيواصل المناورات حتى أكتوبر من السنة القادم وهو الموعد المحدد لانتخابات… https://t.co/hZCvLa4xQC
— Fayed Abushammalah. فايد أبو شمالة (@fayedfa) May 11, 2025
في المقابل، هناك من يستبعد هذا السيناريو، ويرى أن نتنياهو سيواصل المناورات حتى أكتوبر/تشرين الأول من السنة المقبل، وهو الموعد المحدد لانتخابات جديدة.
كما يعتقد البعض أن الإدارة الأميركية ستسعى إلى وقف الحرب بطريقة أو بأخرى بعد الإفراج عن الجندي الأميركي الإسرائيلي.
بدوره، علق الناشط تامر عبر منصة “إكس” قائلا “هذا الاتفاق كان مقترحا أميركيا بعد انتهاء الهدنة وافقت عليه حماس، لكن إسرائيل رفضته حينها، وتراجعت إدارة ترامب تحت الضغط، الآن عاد الاتفاق إلى الطاولة وتم تفعيله من جديد، نتنياهو عارضه بشدة”، معتبرا أنه “يميز بين الجنود الإسرائيليين، ويسحب بساط المفاوضات من تحت قدميه ويقلص سيطرته عليها”.
حماس تعلن أنها ستطلق سراح الأسير الإسرائيلي عيدان ألكسندر، الحامل للجنسية الأمريكية.
هذا الاتفاق كان مقترحًا أمريكيًا بعد انتهاء الهدنة؛ وافقت عليه حماس، لكن إسرائيل رفضته حينها، وتراجعت إدارة ترامب تحت الضغط. الآن عاد الاتفاق إلى الطاولة وتم تفعيله من جديد. نتنياهو عارضه بشدة،… pic.twitter.com/jV8vy3zVLp
— Tamer | تامر (@tamerqdh) May 11, 2025
وتساءل مدونون آخرون “ماذا عن نتنياهو بعد التفاهمات الأولية بين حماس والإدارة الأميركية؟ هل سيرد برفض علني يترجم على الأرض بمجازر جديدة؟ أم سيضطر للانحناء أمام ضغوط ترامب وصفقاته؟”.
بعد التفاهمات الأولية بين حماس والإدارة الأمريكية… ماذا عن نتنياهو؟
هل سيرد برفضٍ علني يُترجم على الأرض بمجازر جديدة، أم سيضطر للانحناء أمام ضغوط ترامب وصفقاته؟
الحديث يدور عن صفقة جزئية – الأسير عيدان مقابل إدخال المساعدات، دون وقف إطلاق نار شامل.
مكتب نتنياهو نوّه أن -… pic.twitter.com/MpfEPdiYbY
— الحـكـيم (@Hakeam_ps) May 11, 2025
ورأى مغردون أن من المؤكد أن ترامب لم ولن يبيع “إسرائيل”، لكنه ربما باع نتنياهو، خصوصا مع بدء التوقعات التي تتحدث عن إمكانية إجراء انتخابات مبكرة.
من المؤكد أن ترمب لم ولن يبيع “اسرائيل” .. ولكنه ربما باع نتنياهو !
في الكيان بدأوا يتحدثون عن توقعات بإجراء انتخابات مبكرة. https://t.co/XuAZZmTPCz— Dima Halwani (@DimaHalwani) May 11, 2025
في المقابل، يعتقد آخرون أن نتنياهو سيختار الحفاظ على ائتلافه الحكومي بدلا من إرضاء ترامب، لأنه يرى في وقف الحرب على غزة انهيارا لحكومته التي تشكل له مأمنا من السجن ووسيلة للبقاء في السلطة.
ويشير هؤلاء إلى أن نتنياهو سيحاول كعادته المناورة والمراوغة لتفادي خسارة أي طرف، لكن الوقت ينفد.
كما تساءل نشطاء “ماذا بعد الصفقة بين المقاومة وترامب؟ هل ستتطور إلى اتفاق شامل مع نتنياهو؟ وهل يمكن أن تكون الهدنة المؤقتة تمهيدا لهدنة طويلة الأمد؟”.
من جانبهم، اعتبر مدونون أن حركة حماس لم تستسلم، ولم تقدم تنازلات خلال مسار التفاوض، بل حافظت على ثوابتها الأساسية، والتي مثلت ركيزتين رئيسيتين اعتمدت عليهما الحركة في جميع مراحل التفاوض غير المباشر.
لا استسلام ولا شئ بالمجان؛ ركيزتين أساسيتن استندت إليهما حركة حمــاس طول مراحل التفاوض غير المباشر؛ حيث من خلالهما كسرت الحركة لاءات الاحتلال المغلظة، مثل لا للإفراج عن أسرى المؤبدات ولا لعودة النازحين من الجنوب للشمال ولا لتفكيك محور نتساريم.. الخ
واليوم تنجح حماس في تحقيق…
— عزات جمال (@3zJamal) May 11, 2025
وأوضح ناشطون أن من خلال هاتين الركيزتين نجحت حماس في كسر “لاءات” الاحتلال الصارمة، مثل: لا للإفراج عن أسرى المؤبدات، لا لعودة النازحين من الجنوب إلى الشمال، لا لتفكيك محور نتساريم.
ونوّهوا أن ما يحدث اليوم يمثل اختراقا تفاوضيا مهما، حيث تسجل حركة حماس سابقة تاريخية، باعتبارها أول حركة تحرر فلسطينية تخوض مفاوضات سياسية مباشرة مع الإدارة الأميركية، دون أن تنبذ الكفاح المسلح، أو تتخلى عن سلاحها، أو تتنصل من مشروعها الوطني التحرري.