بوتين يزور الرياض بتوقيت واشنطن بقلم /سليمان العقيلي
تأتي زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى الرياض في ظل مناخ عربي يتسم بالاحباط من السياسة الامريكية المتورطة الى حد كبير في مجازر الدم الفلسطيني.
ومن المتوقع ان يستغل الرئيس بوتين حالة الغضب من واشنطن التي احرجت بسياستها المنحازة جميع دول المنطقة. وان يدعم الموقف السعودي في حل الدولتين للصراع مع اسرائيل.
ومن المنطقي ان يدعم بوتين سياسة اوبك التي تقودها السعودية تجاه حالة عدم الاستقرار الراهنة لاسواق البترول. وان يظهر بلاده شريكاً يعتمد عليه في المنعطفات الحساسة.
وتأتي الزيارة في ظل برود يظلل العلاقات السعودية الامريكية بعد معارضة البيت الابيض لاستثمار ارامكو في شركة امريكية ناشئة لرقائق الذكاء الاصطناعي في سيليكون فالي. بسبب ما تزعمه واشنطن من علاقات سعودية وثيقة مع الصين واحتمال تسرب التقنية الامريكية الى بكين. وهذا الموقف غير الودي لن يدفع الرياض للبعد عن بكين بل العكس ، ربما يقلص امال الرياض في تصحيح واشنطن لسياستها المتقلبة .
وحاولت الولايات المتحدة تفادي انعكاسات هذا المنزلق بالموافقة على صفقتين عسكريتين لكل من السعودية والامارات كانتا مجمدتين سابقاً بعد وقت قليل من الاعلان عن زيارة بوتين للمنطقة.
ولا شك ان الرئيس بوتين الذي لا يخفي حساباته الداخلية من وراء هذه الجولة يراهن ايضاً على سوء تقدير بايدن لقوة الرياض السياسية والاقتصادية ومكانتها الدولية البالغة التأثير ، وهي التي حصلت بها على تأييد 119 دولة لاستضافة الرياض اكسبو 2030 بفارق 90 صوتاً و80 صوتاً عن كل من كوريا الجنوبية وايطاليا حليفتي واشنطن المقربتين .
ومن الواضح ان روسيا والصين اللتين وضعتا قدما تأثير في منطقة الخليج يستفيدان من تخبطات السياسة الامريكية التي فقدت الكثير من مصداقيتها في الخليج خاصة والشرق الاوسط عموماً . ورغبة دول المنطقة في شراكات دولية واسعة تجنبها تبعات تغيير واشنطن لسياساتها الدولية.
وقال مساعد الرئيس الروسي لشؤون السياسة الدولية يوري أوشاكوف، إن بوتين يعول خلال زيارة العمل على إجراء محادثات مع قيادتي البلدين ( السعودية والامارات ) تتناول ملفات العلاقة الثنائية والأوضاع الإقليمية والدولية. وزاد أن موسكو «تولي أهمية كبرى لجولة المحادثات، وبالدرجة الأولى مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان»، وقال إنها «ستكون محادثات مفيدة ونرى أنها بالغة الأهمية”.
ويرى المراقب السياسي في الرياض ان المملكة ستستفيد من كافة عروض الشراكة الدولية سواء في السياسة او الاستثمارات بما يفيد مصالحها السياسية والاقتصادية. لكنها قد تعمل جاهدة على تفادي الوقوع في الاستقطاب السياسي. وتبقي على شعرة معاوية مع واشنطن لا تنقطع حتى وان شدها البيت الابيض .