بعد سنوات من المعاناة والخسائر الفادحة، تلوح في الأفق بشائر وداع طريق الأقروض الوعر، الذي شهد أكثر من ألفي حادث انقلاب للشاحنات والسيارات، وأودى بحياة أكثر من 500 شخص، وأصاب أكثر من ألف آخرين. ومع فتح بعض الطرقات الرسمية آخرها طريق الحوبان جولة القصر تعز، سيتنفس أبناء تعز وبقية المحافظات اليمنية العابرين من هذا الصعداء، متطلعين إلى مستقبل أفضل.
خسائر فادحة ومعاناة طويلة:
لم تكن الأقروض مجرد طريق، بل كانت شريانًا حيويًا يربط بين مناطق اليمن، لكنها كانت أيضًا طريقًا للموت والخراب. فبالإضافة إلى الخسائر البشرية، تسببت حوادث الطريق في خسائر مادية بملايين الريالات بل مليارات الريالات، نتيجة تلف الشاحنات والسيارات والبضائع وتكاليف النقل المرتفعة.
آمال وطموحات:
مع تباشير فتح الطرقات الرسمية، تتجه الأنظار إلى الحكومة، آمليين في أن تستثمر في تعز الحالمة ولتكن المرحلة القادمة إعادة الكهرباء الحكومية التي ظلت منقطعة بسبب الحرب وفقد المواطنون الأمل في ظل تواطئ المجلس المحلي مع تجار الحروب والتغاضي عن تشغيل محطة عصيفره الحكومية بل ومحاولة إخراجها عمداً عن الخدمة رغم أن قدرتها تكفي لتوليد الكهرباء للمحافظة كاملة, وإذا كان من مبرر لهذا الإهمال بفعل اصابة بعض اجزاء المحطة بقذائف الحرب فليس لهذا الإهمال من مبرر وقد تم استعادة عافية المحطة وصيانتها بشكل كامل وشامل بمبادرة مجتمعية قادها أحد شباب تعز الفاعلين وهو الأخ نائف الوافي, اليوم اصبحت جاهزة للتشغيل وأكد مهندسو المحطة جهوزيتها الكاملة مع الشبكة الخارجية وفي انتظار اعتماد حصة الديزل الحكومية لبدء تدشين عودة التيار الكهربائي العمومي لمحافظة تعز وتعويضها عن سنوات الحرمان. يتطلع الأهالي إلى عودة مثل هذه المشاريع التنموية التي تحدث الفارق في حياة الناس ويتطلعون لتعزيز البنية التحتية وتوفير فرص العمل وتحسين مستوى المعيشة لتعود تعز كما كانت قلب اليمن والخزان البشري المميز بتنوعه الثقافي والاقتصادي ووالخ.
ذكريات لا تُنسى:
يرتبط طريق الأقروض بذكريات لا تُنسى لأبناء تعز وجميع ابناء المحافظات اليمنية الذين عبروا منه اضطرارياً بسبب اغلاق الطرقات الرسمية بين الجنوب والشمال، فبين مشقة السفر وخطر الطريق، كان هناك كرم الضيافة وحسن الاستقبال من الأهالي. سيظل الطريق محفورًا في ذاكرة من سلكوه، بكل ما يحمله من ألم وأمل.
تساؤلات حول المستقبل:
يبقى السؤال الأهم: هل سيكون وداع الأقروض نهائيًا؟ وهل ستنجح الحكومة في توفير بدائل آمنة ومستدامة؟ أم أن شبح الحرب سيعود ويفرض واقعًا جديدًا؟
الأمل في مستقبل أفضل:
على الرغم من التحديات، يبقى الأمل في أن تتحول الأقروض من طريق للموت إلى طريق للحياة، وأن تشهد المنطقة تنمية حقيقية تعوضها عن سنوات المعاناة.