أدى هجوم في بولدر، كولورادو، من قبل محمد صبري سليمان، مصري الجنسية، إلى إصابة ثمانية أشخاص، بعد أن ألقى زجاجات حارقة على مسيرة لدعم إسرائيل هتف خلالها “الحرية لفلسطين”. الهجوم جاء بعد اعتداء سابق في واشنطن. اعتبرت السلطات الأمريكية الهجوم إرهابياً وذو دوافع أيديولوجية. وتباينت الآراء حول الهجوم عبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ حيث رأى البعض أنه نتيجة للفظائع الإسرائيلية في غزة، بينما أنذر آخرون من استغلاله لتشويه سمعة المتضامنين مع فلسطين، واعتبرت السلطة التنفيذية الإسرائيلية الهجمات المعادية للسامية حول العالم نتيجة الافتراءات ضدهم.
تفاعلت المنصات الرقمية مع حادث وقع في مقاطعة بولدر بولاية كولورادو الأميركية، حيث قام منفذه بترديد هتافات متضامنة مع فلسطين، رفضاً للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
جاء هذا الحادث بعد 10 أيام من هجوم مسلح أسفر عن مقتل شخصين إسرائيليين يعملان في السفارة الإسرائيلية بالعاصمة الأميركية واشنطن، حيث هتف المنفذ حينها “الحرية لفلسطين”.
في الهجوم الأخير، استخدم المنفذ زجاجات حارقة مستهدفاً مسيرة داعمة لإسرائيل في مقاطعة بولدر، تنظمها الجالية اليهودية أسبوعياً تضامناً مع الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، وللمدعاة بالإفراج عنهم.
المنفذ هو محمد صبري سليمان، مصري الجنسية يبلغ من العمر 45 عاماً، قدم إلى الولايات المتحدة في عام 2022 بتأشيرة سياحية، ثم تقدم بطلب هجرة وحصل على إذن عمل انتهى في مارس/آذار الماضي، وفقاً لمصادر إعلامية أميركية.
ألقى سليمان على المسيرة عدة زجاجات مولوتوف بدائية الصنع، محشوة بمادة كحولية سريعة الاشتعال، وظل في مكانه يهتف “الحرية لفلسطين”، حتى وصول الشرطة التي اعتقلته.
نتج عن الهجوم إصابة 8 أشخاص -4 رجال و4 نساء تتراوح أعمارهم بين 52 و88 عاماً- بحروق تتفاوت شِدتها بين متوسطة وخفيفة، لكن واحدة من الإصابات كانت حرجة.
وصف مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي الهجوم رسمياً بأنه “إرهابي”، مشيراً إلى أنه “عمل عنيف موجه، وجريمة كراهية تنطلق من دوافع أيديولوجية”، وصرح استمراره في التحقيق حول ملابسات الحادث.
تباين آراء
رصد برنامج “شبكات” -في حلقتهم بتاريخ (2025/6/2)- العديد من التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي حول هذا الحادث.
ومن بين تلك التعليقات، قال تامر في تغريدته إن الهجوم “نتيجة لجرائم إسرائيل، فالمجازر الوحشية وقتل الأطفال والإبادة والتطهير العرقي في قطاع غزة تُولّد مشاعر كراهية وتغذي الغضب والرغبة في الانتقام”.
وفي نفس السياق، قال محمود قطب “لم يُلقِ (زجاجة المولوتوف) بدافع الفوضى، بل بدافع النظام الحاكم الذي اختل، لم يشعلها ليحرق، بل ليُضيء الحقيقة، وليثبت أن الشهامة المصرية لا تزال حية”.
في المقابل، أنذر عبد الرحمن عواد من محاولات استغلال هذا الحادث لتشويه سمعة المتضامنين مع القضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن “الإعلام في أميركا سيقوم باستغلاله لقلب الرأي السنة وشيطنة المتضامنين مع فلسطين وادعاء معاداة السامية”، مضيفاً “هذا غباء وسذاجة”.
وقالت أسماء في نفس الاتجاه “هذا أسوأ ما يمكن القيام به، (ومنفذ الهجوم) يُسيء للتعاطف المتزايد مع الفلسطينيين”.
يشار إلى أن الهجوم أثار غضب الإسرائيليين، حيث اعتبر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن “الهجمات المعادية للسامية حول العالم هي نتيجة مباشرة للافتراءات ضد الدولة اليهودية وشعبها، وهذا يجب أن يتوقف”.