تشير بيانات أممية حديثة إلى تصاعد تحديات الأمن الغذائي في اليمن خلال شهر نوفمبر 2024، بعد انخفاض مؤقت شهده الشهر السابق. وفقاً لتقرير منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة “الفاو”، ارتفعت نسبة الأسر التي تعاني من استهلاك غذائي غير كافٍ إلى 52% في مناطق حكومة عدن المعترف بها دولياً، مقارنة بـ47% في مناطق حكومة صنعاء.
زيادة ملحوظة في التدهور الغذائي
سجلت مناطق حكومة صنعاء زيادة بنسبة 7% في استهلاك الغذاء غير الكافي، مما يعد أحد أعلى التدهورات المسجلة في السنوات الأخيرة. في الوقت نفسه، شهدت مناطق حكومة عدن زيادة بنسبة 3%، مما يعكس الوضع المقلق الذي تواجهه الأسر في كلا الحكومتين. حيث وصل معدل الاستهلاك الرديء إلى 26% في عدن و23% في صنعاء.
أسباب التدهور
تعود أسباب هذا التدهور إلى عوامل اقتصادية وموسمية، حيث ارتفعت تكلفة سلات الغذاء الأساسية بالتزامن مع انهيار العملة المحلية. وتواجه الأسر الضعيفة صعوبة في تحمل تكاليف الوجبات الغذائية الكافية، بينما شهدت أجور العمالة ارتفاعاً طفيفاً فقط.
كما أن نهاية موسم الحصاد في نوفمبر أدت إلى انخفاض الطلب على العمالة الزراعية، مما أثر سلباً على دخل الأسر. ووفقاً للبيانات، فقد أبلغ 71% من الأسر في مناطق حكومة صنعاء عن فقدان الدخل، بينما كانت النسبة 60% في مناطق حكومة عدن.
المحافظات الأكثر تضرراً
تشير البيانات إلى أن محافظات الجوف، الحديدة، المحويت، عمران، حجة، ريمة، وتعز هي الأكثر تضرراً من انعدام الأمن الغذائي. وقد ارتفع معدل الاستهلاك غير الكافي في عدة محافظات، بما في ذلك أبين والجوف ولحج وصعدة.
التوقعات المستقبلية
مع استمرار موسم الشتاء وانتهاء موسم الحصاد، لا تتوقع الفاو تحسناً كبيراً في الأمن الغذائي خلال شهري يناير وفبراير 2025. بل تشير التوقعات إلى أن الوضع قد يزداد سوءاً مع اقتراب موسم الجفاف، ما لم يتم تكثيف المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لخطر انعدام الأمن الغذائي.
تظل أزمة الأمن الغذائي في اليمن قضية ملحة تتطلب استجابة عاجلة من المجتمع الدولي لضمان توفير الغذاء وسبل العيش للأسر المتضررة.